٢٦٣٦ ـ محمود (١) بن المبارك بن عليّ ، أبو القاسم الواسطيّ الفقيه الشافعيّ ، مجير الدين.
تفقه على أبي منصور الرّزّاز ، وبرع في الفقه حتى صار أوحد زمانه ، وتفرد بمعرفة الأصول والكلام. سمع القاضي أبا بكر (٢) ، وإسماعيل ابن السمرقندي ، ومن بعدهما. وسافر إلى دمشق ، ودرّس بها الأصول والفقه والكلام وعاد إلى العراق. وذهب إلى فارس ، وأقام بشيراز مدّة يدرّس. ودرّس بعسكر مكرم ، وبنى له بها مدرسة. ثم قدم واسط سنة سبع وثمانين (وخمس مئة) ودرّس بها.
وقرأت عليه الأصول ، وعلم الكلام. ثم عاد إلى بغداد ، ودرّس بالنّظامية. وما رأينا أجمع لفنون العلم منه ، وحسن العبارة. وخرج إلى أصبهان رسولا لخوارزم شاه سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة فمات في طريقه بهمذان وله خمس وسبعون سنة.
قلت : قال ابن النّجار : ولي التدريس ، وخلع عليه خلعة سوداء وطرحة سنة اثنتين وتسعين (٣) ، وحضرت درسه وكان الجمع متوفرا جدا ، حضره أرباب الدولة كلهم ، وكان يوما مشهودا. ثم سافر رسولا من الدّيوان بعد شهر ، وذلك في شوّال فمرض ومات بهمذان. سمع ابن الحصين ، والقاضي ، وابن
__________________
(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٦٣ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٠ ، وابن الفوطي في الملقبين بمجير الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٦٤٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٩٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٥٥ ، والعبر ٤ / ٢٨٠ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٧ / ٢٨٧ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ٧٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٤٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣١١.
(٢) يعني : محمد بن عبد الباقي الأنصاري.
(٣) قال عز الدين ابن الأثير في حوادث سنة ٥٩٢ من الكامل (١٢ / ١٢٤): «وفي رمضان درّس مجير الدين أبو القاسم محمود بن المبارك البغدادي الفقيه الشافعي بالمدرسة النظامية ببغداد».