وغير ذلك مع جودة شعره وسوء مذهبه (١) ، أملى عليّ لنفسه :
تسأل عن دائي وعن دوائي |
|
دعني فقد عزّ دواء دائي |
مردي الكماة في الوغى ترميه عن |
|
قوس الرّدى ساحبة الرّداء |
حنّ إلى إخضابها كأنما |
|
حنينه اشتقّ من الحنّاء |
ما كل ما تحوي الجفون واحد |
|
أين الظبا من أعين الظّباء؟! |
ما الطعنة النّجلاء في مؤلمها |
|
مؤلم لحظ المقلة النّجلاء |
منيّة الأموات طول صدّها |
|
ووصلها أمنيّة الأحياء |
إنّ الهوى بين الضّلوع كامن |
|
فهو إذا حرّك كالهواء |
صاح : سل البان وكثبان النّقا |
|
هل لأسير الحبّ من فداء! |
وهي أحد وعشرون بيتا.
توفي سنة إحدى عشرة وست مئة ، وله نحو تسعين سنة.
٢٦٩٩ ـ مسمار (٢) بن عمر بن محمد بن العويس (٣) ، أبو بكر المقرئ النّيّار (٤) البغداديّ.
سمع الأرموي ، وواثق بن تمّام ، ومحمد بن ناصر ، وابن الزّاغوني ، وأبا
__________________
(١) قال الذهبي : «كان نصيريا ، سافر إلى سنان (مقدم الإسماعيلية) وصحبه ، وانحل من الدين ، وكان داعية». (تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٥٤).
(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٠٠ ، وفي التقييد ٤٦٣ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ١٩٨ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٩٠ ، وابن الفوطي في الملقبين بعفيف الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٧٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٨٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٥٤ ، والعبر ٥ / ٧٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٥٣. وقال المنذري : «ويقال : إن اسمه محمد وعرف بمسمار لأن الوزير ابن هبيرة كان يراه جالسا يسمع وهو ساكن فقال : كأنّه مسمار ، فبقيت عليه».
(٣) قال المنذري : بضم العين المهملة وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف وسين مهملة.
(٤) قال المنذري : «والنيار : بفتح النون وتشديد الياء آخر الحروف وفتحها وآخره راء مهملة».