الخليفة الفاطمي المعز لدين الله.
وفي يوم السبت ٢٤ من جمادى الأولى عام ٣٥٩ ه ـ ١٢ من أبريل ٩٧٠ م شرع القائد جوهر في بناء الجامع الأزهر إلى جانب القصر الكبير ـ الخطط ج ٣ ص ٣٧٣ ـ وظل البناء عامين (٩٧٠ ـ ٩٧٢ م) ، وتم البناء وأقيمت الصلاة فيه لأول مرة في السابع من رمضان عام ٣٦١ ه ـ ٢٢ من يونيو عام ٩٧٢ م ولم يلبث ان صار هذا المسجد هو المسجد الرسمي لدولة الفاطميين ، وبعد تسعة أشهر من افتتاحه أخذ الناس يتلقون فيه عقائد المذهب الفاطمي.
وكانوا يجتمعون كل يوم جمعة فيما بين صلاة الظهر وصلاة العصر ، وعلى رأسهم الوزير أبو يعقوب قاضي الخندق (خطط المقريزي ج ـ ٥ ص ٤٩) ومنذ عهد الخليفة العزيز بالله الفاطمي بنيت الأروقة حول الأزهر ، وصارت جزءا منه ، وفرشت بما يلزم من الفرش ، وصارت مساكن يقيم بها الطلاب ، وفي مقدمتهم الطلاب الوافدون على الأزهر من أنحاء العالم الإسلامي ومن شتى مدن مصر الفاطمية.
وكان نظام الحلقات الذي كان متبعا في تلك الحقبة من الزمن هو النظام الوحيد للدراسة في الجامع الأزهر ، وهو أساس الحياة العلمية والثقافية في مصر. وكان لكل مذهب من المذاهب الأربعة عمود معين من عمد الجامع لا يجلس فيه إلا أهل هذا المذهب ، وكان شيخ المذهب حريصا على أن تكون حلقته العلمية بجوار هذا العمود ، وكان من عادته في أثناء إلقاء الدروس أن يجلس على الأرض بجوار العمود مستقبلا القبلة ، ثم صار أخيرا يجلس على كرسي من الخشب أو الجريد ، وصارت تلك الكراسي من أخص امتيازات كبار العلماء فيه ، ومن ذلك أخذت الجامعات نظام الأساتذة ذوي الكراسي ، وكان الطلبة يجلسون حول أستاذهم على هيئة حلقة ولكل طالب مكان في الحلقة لا يتعداه. وكان في الحلقة طالب