ـ ٣ ـ
وكانت الثورة الثانية عند ما أخرج الدكتور طه حسين عام ١٩٢٦ كتابه «الشعر الجاهلي» فأحدث ضجة هائلة في مصر وبين رجال الدين ، استمر صداها أمدا طويلا. وكان أول أثر لهذا الصدى هو مصادرة الكتاب ، وقد حققت النيابة العامة مع الدكتور واتخذت النيابة أخيرا قرارا بحفظ أوراق التحقيق إداريا لأن غرض المؤلف لم يكن مجرد الطعن والتعدي على الدين ، بل أن العبارات الماسة بالدين التي أوردها في بعض المواضع من كتابه إنما قد أوردها في سبيل البحث العلمي مع اعتقاده أن بحثه يقتضيها».
وقد أخرج الدكتور طه كتابه بعنوان جديد هو «في الأدب الجاهلي» وحذف منه بعض الفقرات التي كانت سببا لثورة الجماهير ورجال الدين على الكتاب ، وقد بسطت المسائل الأدبية التي أوردها الدكتور في كتابه (الشعر الجاهلي) ، وناقشتها مناقشة تحليلية في كتابي (الحياة الأدبية في العصر الجاهلي) ، فلا داعي للعودة إليها في هذا الكتاب.
ـ ٤ ـ
وفي عهد الشيخ المراغي فكر في ترجمة القرآن سنة ١٩٣٦ ، وقد ثار الكثير على الشيخ المراغي وعارضوا مشروع الترجمة ، وقدم الشيخ إلى رئيس مجلس الوزراء مذكرة بشأن المشروع جاء فيها :
اشتغل الناس قديما وحديثا بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات المختلفة وتولى ترجمته أفراد يجيدون لغاتهم ولكنهم لا يجدون اللغة العربية ولا يفهمون الاصطلاحات الإسلامية الفهم الذي يمكنهم من أداء معاني القرآن على وجه صحيح ، لذلك وجدت في التراجم أخطاء كثيرة وانتشرت تلك التراجم ولم يجد الناس غيرها فاعتمدوا عليها في فهم أغراض القرآن