أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي ، أنبأنا محمّد بن يوسف ، أنبأنا محمّد بن حمّاد ، أنبأنا عبد الرزّاق ، أنبأنا المنذر بن النعمان الأفطس أنه سمع وهب بن منبه يقول :
لما ولد عيسى بن مريم أتت الشياطين إبليس ـ لعنهم الله ـ فقالوا : أصبحت الأصنام قد نكست رءوسها فقال : هذا حادث حدث ، مكانكم ، فطار حتى جاب خافقي الأرض ، فلم ير شيئا ، ثم جاب البحار فلم يقدر على شيء ، ثم طاف أيضا فوجد عيسى قد ولد عند مذود حمار ، وإذا الملائكة قد حفّت حوله ، فرجع إليهم فقال : إنّ نبيا قد ولد البارحة ، ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلّا وأنا بحضرتها إلّا هذا ، فأيسوا أن تعبد الأصنام بعد هذه الليل ، ولكن ائتوا بني آدم من قبل الخفّة والعجلة (١).
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ ، وحدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي ، حدّثنا عمرو بن عثمان ، حدّثنا عبد الملك بن محمّد ، عن ثابت بن عجلان ، عن عكرمة بن خالد المخزومي قال :
لما ولد عيسى بن مريم لم يبق شيء يعبد من دون الله إلّا خرّ لوجهه ، ففزعت لذلك الشياطين ، واجتمعوا إلى إبليس ، فأخبروه ، فركب ، فإذا عيسى في مهده ، فأراده ، فحال الله بينه وبينه وملائكته ، فقال له إبليس : أتعرفني؟ قال : نعم ، أنت إبليس ، قال : صدقت ، قال : أما إنّي ما جئتك تصديقا بك ، ولكن رحمتك ورحمت أمك لما قالت بنو إسرائيل فيها ، فلو أمرت أمك فجعلتك على شاهقة من الجبل ثم طرحتك ، فإنّ ربك وملائكته لم يكن ليسلمك ولا ليكسرك ، فقال عيسى : يا قديم الغيّ ، إنّما أفعل ما يأمرني ربي ، وإنّي أريد أن أعرف كرامتي عند الله عزوجل.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه (٢) ، أنبأنا أحمد بن سندي ، حدّثنا الحسن بن علي القطان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، أنبأنا إسحاق بن بشر ، أنبأنا إدريس عن جده وهب بن منبّه قال :
__________________
(١) راجع الكامل لابن الأثير ١ / ٢٠٥ وتاريخ الطبري ١ / ٥٩٦.
(٢) الأصل : رزقه ، تصحيف ، والتصويب عن قصص الأنبياء لابن كثير ص ٤٠٧.