عيسى وقل فيه مقالتنا ، فقال : لا أفعل فقال الملك : إن لم تفعل قطعت يديك ورجليك ، وسمّرت عينيك ، فقال : افعل ما أنت فاعل ، قال : ففعل به ذلك فألقاه على مزبلة في وسط مدينتهم.
قال إسحاق : قال هؤلاء المسمون بإسنادهم قالوا :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأصحابه : «كونوا كحواري عيسى بن مريم رفعوا على الخشب ، وسمّروا (١) بالمسامير ، وطبخوا في القدور ، وقطعت أيديهم وأرجلهم ، وسمّرت أعينهم ، فكان ذلك البلاء والمقتل في طاعة الله أحبّ إليهم من الحياة في معصية الله».
قال : وقال هؤلاء المسمّون بإسنادهم :
إنّ الملك همّ أن يقطع لسانه إذ دخل شمعون وقد اجتمع الناس ، فسلّم ، فلما نظروا إليه أنكروه ، فقال لهم : ما قال هذا المسكين؟ قالوا : يزعم أن عيسى عبد الله ورسوله ، فقال شمعون : أيها الملك أتأذن لي فأدنو منه فأسأله؟ قال : نعم ، فقال له شمعون : أيها المبتلى ما تقول؟ قال : أقول : إنّ عيسى عبد الله ورسوله. قال : فما آيته نعرفه؟ قال : يبرئ الأكمه والأبرص والسقيم ، قال : هذا يفعله الأطباء فهل غيره؟ قال : نعم ، يخبركم بما تأكلون وما تدّخرون ، قال : هذا تعرفه الكهنة ، قال : فهل غير هذا؟ قال : نعم ، يخلق من الطين كهيئة الطير ، قال : هذا قد يفعله السحرة ، يكون أخذه منهم قال : فجعل يتعجب الملك منه وسؤاله ، فقال : هل غير هذا؟ قال : نعم ، يحيي الموتى ، قال : أيها الملك ، إنه ذكر أمرا عظيما ، وما أظنّ خلقا يقدر على ذلك إلّا بإذن الله ، ولا يقضي الله ذلك على يدي ساحر كذّاب ، فإن لم يكن عيسى رسولا فلا يقدر على ذلك ، وما فعل الله ذلك بأحد إلّا بإبراهيم حين سأله : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى)(٢) ومن مثل إبراهيم خليل الرّحمن فقال الله : (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ، قالَ : بَلى)(٣).
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين ، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن مختار الأحمري البغدادي ، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن ليث قال :
__________________
(١) تقرأ بالأصل : «وسموا بالمسامير» والمثبت عن المختصر.
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٢٦٠.
(٣) سورة البقرة ، الآية : ٢٦٠.