الفصل الرابع عشر
سلطنة أبى سعيد بهادر بن
خربندة بن أرغون بن اباقا أو ابغا بن هولاكو
لما أمتطى أبو سعيد بهادر بن خربندة صهوة المملكة لم يكن عمره يتجاوز السنة الثالثة عشرة وكان ذلك سنة ٧١٦ ه (ـ ١٣١٦ م) واستوزو له الأمير جوبان وأودع أولاده سائر الولايات وأقامهم حكاما عليها فوقعت بغداد فى حصة أحدهم ولما استحكمت عرى الصداقة بين الخان ووزيره هام السلطان «ببغداد خاون» ابنة جوبان وزوجة الشيخ حسن الإيليخانى فلما رأى ذلك الوزير وما يترتب على هذا الأمر من العواقب الوخيمة وما يدور عليه من الدوائر الطاحنة أرسل صهره مع أبنته إلى قره باغ وحسن للخان قضاء الشتاء فى جوار بغداد فنجح فى مسعاه مع ما بذل الوزير «ملك ناصر الدين» فى سبيل أحباطه لاجل توفق جوبان إلى أن ينفى الوزير المذكور إلى خراسان وإلى قنلى وقتله فى أثناء الطريق.
وذهب أبو سعيد من بغداد إلى السلطانية فقتل فيها «دمشقى خواجا» ابن جوبان على وشاية لا غير فاوعز هذا العمل صدر الأمير جوبان ودفعه إلى العصيان والخروج على السلطان سنة (٧١٩ ه ـ ١٣٢٠ م) إلا أن رؤساء الجيوش خانوه فولى مدبرا خراسان ومنها إلى هراة طالبا الخلاص مستغيثا بالملك غياث الدين ، فلم يتوفق إلى النجاة فقتل بأمر أبى سعيد وبلغ عدد قتلى الفتنة ثلاثين ألف نسمة. وفى سنة ٧٢١ ه ـ ١٣٣٢ م أرسل بهادر هدية للسلطان الناصر راقت فى عينية ثم بعث بهادر المذكور إلى بغداد فيجا يخبر أهلها باراقة الخمور وإبطال