الفصل التاسع
تملك تكودار اغول وما وقع
فى عهده من الحوادث المشهورة
كان لتكودار اغول بن بوخى اغول اسم آخر إسلامى وهو أحمد وهو أخو أباقا بن قوتاى خاتون وقد رقى عرش المملكة خلفا لأخيه سنة ٦٨١ ه (ـ ١٢٨٢ م) فاعاد إلى الوزارة شمس الدين محمدا وأرجع عطاء الملك إلى وظيفته وظيفة وال فلما انتشر هذا الخبر بين أهل بغداد أقاموا أعيادا دامت أثنا عشر يوما وأصدر القان مرسوما وجهه إلى البغداديين ليبشرهم بإرتقائه إلى عرش المملكة وبإيمانه الصادق ومما جاء فيه ما هذا معناه. أعيدوا إلى المدارس والأوقاف ما تزعتموه منها وكان لها فى عهد الخلفاء العباسيين وليأخذ كل واحد نصيبه مما كان يعود إليه من ريع المساجد والمدارس ؛ فهذا كلام جزيل الفائدة لأنه يدلنا على أن الإضطراب كان عظيما فى المدينة وأنه لم يبق باق على حالته الأولى وإن المغول الكفرة كانوا قد اعتبروا الأوقاف والمدارس العديدة بمنزلة ملك عائد إلى الدولة الفاتحة ولهذا أمر تكودار أغول ما أمر حماية لشوكة الإسلام.
ولما مكنت قدم عطاء الملك من الوقوف على دست الولاية انتقم من عدوه مجد الملك وحكم عليه بأنه ساحرو خائن ولم تكن نيته قتله بل تعذيبه فقط إلا أن خدمه ذهبوا وفسخوه فسخا بدون أن ينتظروا أمرا من سيدهم ووزعوا أعضاءه المفسوخة على النواحى المجاورة وعلقوا رأسه على جسر بغداد.
وتوفى عطاء الملك فى تلك السنة عينها (أى فى ذى الحجة سنة ٦٨١ ه / ٥ آذار سنة ١٢٢٣ م) بداء السكتة عند سماعه أخبار أرغون الذى كان عقد نيته على أن يشدد الخناق عليه وعلى أن ينادى تكودار أخاه الذى شتى فى نواحى بغداد تلك السنة.