الناعورة دولاب يديره تيار النهر ، والدولاب أكثر الثلاثة تعقيدا يديره حصان أو ثور (١).
وتقع بغداد فى منطقة خصبة ، تضم قرى تنمو وتزدهر فيها الكثير من الغلات ، وشجع توفر المياه أهل بغداد على غرس النخيل الذى حمل من البصرة ، حتى صار فى بغداد أكثر منه فى البصرة والكوفة ، كما غرسوا الأشجار ، وأنتجت أجود الثمار ، وانتشرت الحدائق والبساتين فى كل ناحية من نواحى بغداد (٢).
وازدهرت قرى بغداد التى توفر فيها المياه ، فكانت بلدة المحول التى تقع عند الموضع الذي يتفرع منه نهر الصراة ونهر عيسى بها سد على النهر الرئيسى ـ عيسى الأعظم ـ لتنظيم المياه فيه ، وتقسيمها بين فرعى الصراة وعيسى الذين ينحدران شرقا إلى بغداد ، لذا اشتملت على البساتين الرائعة التى تنمو فيها مختلف المزروعات (٣) ويذكر الأصطخرى (٤) أن بادوريا ـ إحدى قرى بغداد ـ كانت خصبة الأرض غنية بمزارعها لحسن ريها ، وجودة أرضها.
ومن المزروعات التى أنتجتها بغداد الحنطة والشعير والتمر والأرز والفواكه كالعنب والمشمش ، والخضروات والرياحين وأنواع الأزهار كالنرجس والياسمين والورد ، وكذلك الجوز والموز واللوز والقرنفل (٥) وكان ببغداد سوق البطيخ يباع فيه الفواكه (٦) وجلب إلى بغداد النارنح من الهند ، وحسنت زراعته فيها.
٢ ـ مظاهر تقدم الصناعة :
عنى الخلفاء العباسيون بتحسين الصناعات فى بغداد وتيسير أمرها للعاملين
__________________
(١) الدورى : تاريخ العراق الاقتصادى ص ، ٥١
(٢) اليعقوبى : البلدان ص ، ٢٩٣
Hitti : Hist. of the Arabs p. ٠٤٣
(٣) ياقوت : معجم البلدان ج ٤ ص ، ٢١٤
(٤) المسالك والممالك ص ، ٨٥
(٥) الدورى : تاريخ العراق الاقتصادى ص ، ٥٣
(٦) اليعقوبى : البلدان ص ، ٢٦٤