الفصل الثانى فى دولة آق قوينلى
لما وقع بين حسن الطويل أو أوزون حسن صاحب ديار بكر وبين جهان شاه صاحب العراقين (العراق العجمى والعربى) حروب كثيرة استحر القتال والتحم النظال مدة سنتين لأنها ابتدأت فى سنة ٩٧١ ه (١٤٦٦ م) وانتهت سنة ٩٧٢ ه (١٤٦٧ م) وفى الأخر فاز حسن الطويل بنصر جليل على عدوه الذليل جهان شاه وقتله هو وأولاده وكثيرا من عسكره ومنذ ذاك الحين استولى على بلاد العراق واذربيجان بل وعلى كل أملاك قتله.
فلما كان لأوزون حسن هذا الفوز المبين ظن أن الجو قد خلا له ورق أديمه وراق ولم يبق له من ينزع من يده صولجان الملك. إلا أن الإنسان فى تفكير الرحمان فى تدبير وخال أوزون حسن أنه لا بد له من أن يدوح البلاد ويخضع له العباد فسأء ظنا لأنه بينما كان يفكر فى مثل هذه الأمور رأى فى أوفق السياسة ما يكثر عن قريب صفو سمائها وذلك على الوجه الذى نبين لك أصله كما يأتى :
كان قره عثمان جد أوزون حسن أو حسن الطويل فى خدمة تيمور وكان يحكم باسمه على عدة قرى من بلاد ديار بكر ثم توفى قره عثمان فى عهد شاه رخ وخلفه «على بك» ابنه ثم عقبه ابنه «أوزون حسن» وكان هؤلاء الأمراء معادين كل المعاداة للتركمان المنتسبين إلى قره قوينلى أو الخروف الأسود. فلما قتل جهان شاه كما المعنا إليه فويق هذا خلفه على عرش المملكة ابنه «حسن على» وما كادت قدماه تستقران حتى أرسل رسلا إلى أبى سعيد ابن مير شاه ابن