الفصل الثالث
تملك المغول على بغداد
فى ٢٦ محرم (ـ ٣ شباط ١٢٥٧ ه) ملك المغول الأسوار وكان الإبتداء من برج العجمى واحتفظ المغول الشط ليلا ونهارا مستيقضين لئلا ينحدر فيه أحد ، وأمر هولاكو أن يخرج إليه الدويدار وسليمانشاه. وأما الخليفة أن أختار الخروج فليخرج والا فليلزم مكانه فخرج الدويدار وسليمانشاه ومعهما جماعة من الأكابر.
ثم عاد الدويدار من الطريق بحجة أنه يرجع ويمنع المقاتلين الكامنين بالدروب والأزقة لئلا يقتلوا أحدا من المغول فرجع وخرج من الغد وقتل.
وعامة أهل بغداد أرسلوا شرف الدين المراغى وشهاب الدين الزنكانى لياخذا لهم الأمان ولما رأى الخليفة أن لا بد من الخروج أراد أو لم يرد استاذن هولاكو بأن يحضر بين يديه فاذن له وخرج رابع صفر (١١ شباط) ومعه أولاده وأهله.
فتقدم هولاكو أن ينزلوه بباب كلواذى وشرع العساكر فى نهب بغداد ودخل بنفسه إلى بغداد ليشاهد دار الخليفة وتقدم باحضار الخليفة فاحضروه ومثل بين يديه وقدم جواهر نفيسة ولألئ ودررا معبأة فى أطباق ، ففرق هولاكو جميعها على الأمراء وعند المساء خرج إلى منزله وأمر الخليفة أن يفرز جميع النساء التى باشرهن هو وبنوه ويعزلهن عن غيرهن ففعل فكن سبعمائة امرأة فاخرجهن ومعهن ثلثمائة خادم خصى وبقى النهب يعمل إلى سبعة أيام ثم رفعوا السيف وبطلوا السبى.
وفى رابع عشر صفر (٢١ شباط سنة ١٢٥٨ ه) رحل هولاكو من بغداد