ح قال : ونا محمّد بن أيوب ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجرّاح ، قالا : أنا أبو بكر ابن دريد ، أنا أبو حاتم عن العتبي قال :
كتب عمرو بن العاص إلى معاوية يعاتبه في التأني ، فكتب إليه معاوية : أمّا بعد ، فإن التفهم في الخير زيادة ورشد ، وإنّ المتثبت مصيب ، وإن العجل مخطئ ، ومن لم ينفعه الرفق يضره الخرق ، ومن تعظه التجارب لم يدرك المعالي ، ولا يبلغ الرجل أعلى المبالغ حتى يغلب حلمه جهله ، والعاقل يسلم من الزلل بالتثبت ، وترك العجلة ، ولا يزال العجل يجتني ثمرة الندم (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد ، أنا محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أحمد بن عبد الله ابن الخضر ، أنا أحمد بن علي بن محمّد (٢) ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو عمرو السعيدي ، حدّثني أبو بكر الخزاعي ، وهو محمّد بن أحمد بن سليمان ، حدّثني سليمان بن أبي شيخ ، نا عبد الله بن جعشة العبدي عن مجالد ، عن الشعبي قال :
كان دهاة العرب أربعة : فذكر أحدهم معاوية ، فأمّا معاوية فكان يدبر الأمر فيقع بعد عشرين سنة.
قال : وحدّثنيه أبو بكر مرة أخرى ، حدّثني سليمان ، نا عبد الله بن جعشة ، عن مجالد ، عن الشعبي قال :
كان دهاة العرب أربعة ، فأمّا معاوية فللأناة والحلم (٣).
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو الأصبهاني ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن ، نا ابن أبي الدنيا ، أخبرني أبو عبد الله القرشي عن علي بن محمّد القرشي عن خالد ابن سعيد الكلبي قال :
خرج عبد الملك بن مروان ومعه نافع بن جبير بن مطعم فوقف على راهب ، فذكر الراهب الخلفاء ، فأطرى معاوية ، فقال عبد الملك لنافع :
لشدّ (٤) ما أطرى ابن هند! فقال نافع : إنّ ابن هند أصمته الحلم ، وأنطقه العلم (٥) بجأش ربيط ، وكفّ نديّة.
__________________
(١) كتب بعدها في «ز» ، ود : إلى.
(٢) في «ز» : أحمد.
(٣) تاريخ الخلفاء ص ٢٤٣.
(٤) الأصل ود ، وم ، و «ز» : أشد ، والمثبت عن المختصر.
(٥) برواية مقاربة في أنساب الأشراف ٥ / ٨٩ ـ ٩٠.