قال ابن عائذ : واستخلف موسى بن محمّد فغزا سنة تسع وستين ومائة معيوف بن يحيى.
٧٥٨٥ ـ معيوف (١) بن يحيى بن معيوف
ولي إمرة دمشق في أيام المأمون ، وأظنه ابن ابن المذكور آنفا.
قرأت بخط أبي الحسين الرّازي في تسمية ولاة دمشق ، ثم معيوف بن يحيى الهمداني الدمشقي ، وكان قد وقع في أيامه غلاء بدمشق ، فقال فيه أهل دمشق الأشعار ، ومما قيل فيه :
ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة |
|
حتى تربّع في الخضراء معيوف |
قال الرّازي : حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن يزيد (٢) بن الحكم الحجوري الدمشقي ، حدّثني أبي عن شيوخه وأهل بيته قالوا :
كان أحمد بن يزيد بن الحكم له بأس وشجاعة ، وكان يسكن في قرية بالغوطة يقال لها أرزونا (٣) ، وكانت اليمن في سائر القرى تنحاش إليه ، وترئّسه عليها ، وله أخبار منها : أن الأمير الذي قدم الشام في حرب (٤) ابن بيهس سأل عنه .... (٥) بعث إليه إلى قريته بأرزونا ، فقدم عليه ، وأكرمه ، ثم عرض عليه أن يستخلفه على دمشق ، فامتنع من ذلك وقال : قد كبرت سنّي ، وما بي حاجة إلى هؤلاء ، فقال : هل هاهنا من اليمن من له عدة يصلح لما ندبناك له؟ قال : نعم ، معيوف بن يحيى ، فوجّه إليه ، وأحضره ، واستخلفه ، فكانت أيامه أيام بؤس وجدب وغلاء ، فقال فيه الشاعر :
ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة |
|
حتى تربّع في الخضراء معيوف |
قال : ثم كان حميد بن معيوف يخلف أباه معيوف ، وتوفي أحمد بن الحكم فكان ابنه يحيى بن الحكم ، ويكنى أبا شبيب كان له موالي ، وكان في الموضع الذي يسكنه نصراني يعرف بسلمون ، فطرق بعض مواليه منزله ، فوجد فيه سلمون النصراني مع أهله ، فشكاه إلى مولاه يحيى بن الحكم ، وذهب النصراني من فزعه فأسلم على يدي حميد بن معيوف وقال :
__________________
(١) ترجمته في أمراء دمشق ص ٨٦ وتحفة ذوي الألباب ١ / ٢٦٦ وتاريخ خليفة (الفهارس).
(٢) في معجم البلدان (أرزونا) زيد.
(٣) أرزونا : من قرى دمشق (معجم البلدان).
(٤) الأصل ود ، و «ز» ، وم : غب ، والمثبت عن تحفة ذوي الألباب.
(٥) كلمة غير واضحة لم أتبينها بالأصل وم ، و «ز» ، ود.