الصّدّيق فذاك زنديق ، من أبغض عمر إلى جهنم زمّر ، من أبغض عثمان فذاك خصمه الرّحمن ، من أبغض عليا فذاك خصمه النبي ، من أبغض معاوية تسحبه الزبانية إلى نار الله الحامية ، في السرّ والعلانية ، ويرمى به في الهاوية ، هكذا جزاء الرافضة ، احذروا سلم (١) العشرة ممن سبقوا إلى الله وإلى الرسول ، فهم خيرة الله من خلقه (٢).
أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين ، وأبو طاهر محمّد بن الحسين ، وأبو القاسم عبد الله بن الحسن بن هلال ، قالوا : أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي (٣) الفراتي النيسابوري ، قدم علينا قال : سمعت الفقيه أبا طاهر الحسين بن منصور بن محمّد بن يعقوب ـ وكان رجلا معتقدا للسنّة ، شفعويا إلّا أنه كان يتشيّع قليلا ـ فسمعته يقول :
كنت أبغض معاوية وألعنه ، فرأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في النوم كأنه دخل داري ، وكان في الدار حمام ، دخل الحمام واغتسل ، فلمّا خرج من الحمام ركب بغلة ، وكان بين يديه رجل قائم ، أصفر اللون ، فسلّمت على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال لي : يا أبا طاهر ، لا تلعنه ، ولا تبغضه ، قلت : من هو يا رسول الله؟ قال : هو معاوية بن أبي سفيان ، أخي ، كاتب الوحي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا ، أنا أبو بكر الخيّاط ، أنا أبو الحسين السوسنجردي ، أنا أحمد بن أبي طالب ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو عمرو السعيدي ، حدّثني أبي ، حدّثني أحمد بن يحيى بن حميد الطويل ووصفه بفضل وعبادة قال أبي : وقال لي محمّد ابن عبد الملك بن أبي الشوارب : هو عندي من الأبدال ، قال :
رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في النوم جالسا ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي جلوس معه ، ومعاوية قائم بين يديه ، فأتي برجل ، فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، هذا يذكرنا ويتنقصنا ، فكأن النبي صلىاللهعليهوسلم انتهر الرجل ـ قال الحميدي : وكنت أعرف الرجل ـ فقال الرجل : أما هؤلاء فلا ، ولكن هذا ـ يعني معاوية ـ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ويلك ، أوليس معاوية من أصحابي؟! ويلك أوليس معاوية من أصحابي؟ ـ ثلاثا ـ وفي يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم حربة ، فدفعها إلى معاوية وقال : جأ بهذه في لبته ، فوجأ بها في لبته (٤) ، وانتبهت ، فبكّرت إلى منزل الرجل ، فإذا الذبحة قد طرقته ومات في الليل.
__________________
(١) كذا بالأصل و «ز».
(٢) البداية والنهاية ٨ / ١٤٨ ـ ١٤٩.
(٣) سقطت من «ز».
(٤) قوله : «فوجأ في لبته» استدرك على هامش «ز» ، وبعدها صح.