المقرئ ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة ، نا حرملة بن يحيى ، أنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، أن أبا علي الهمداني حدّثه : أن رجلا حدّثه :
إنه دخل على عائشة ، فسألته عن معاوية بن حديج فأثنى عليه خيرا ، وقال : إن هلك بعير أخلف بعيرا ، وإن هلك فرس أخلف فرسا ، وإن أبق خادم أخلف خادما ، فقالت حينئذ : أستغفر الله ، اللهمّ اغفر لي إن كنت أبغضه ، إنه قتل أخي ، إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «اللهمّ من رفق بأمّتي فارفق به ، ومن شقّ عليهم فاشقق عليه» [١٢٢٢٤].
قال عمرو : وأخبرني بمثلها أبو وهب الجيشاني بمثله عن عاصم بن عمرو المهري (١) عن امرأة منهم حجّت مع عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وابن السمرقندي ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، قالوا : نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد الله ، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، عن عبد الله ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب ، قال (٢) :
ثم إنّ الركب انصرفوا إلى مصر ، فلما دخلوا الفسطاط ارتجز مرتجزهم :
ألا احذرن (٣) مثلها أبا حسن |
|
إنا نمرّ الحرب إمرار الرسن |
ننطق بالفضل وإحكام السنن |
فلمّا دخلوا المسجد قالوا : إنّا لسنا قتلنا عثمان ، ولكن الله قتله ، وكذلك يقول الله : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ ، فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)(٤) ، فلما رأى ذلك شيعة عثمان بن عفّان ومن كره قتله قام من قام منهم إلى ابن أبي الكنود سعد (٥) بن مالك الأزدي ، وكان في مجلس ، ثم تتابعوا (٦) إليه حتى عظمت حلقته لا يقوم إليه رجل إلّا كان
__________________
(١) كذا بالأصل ود ، وتقرأ في «ز» ، وم : المهدي.
(٢) تقدم الخبر في ترجمة عثمان بن عفان ، راجع تاريخ مدينة دمشق ط دار الفكر ٣٩ / ٤٢٦.
(٣) في الرواية المتقدمة : ألا احذرن من مثلها.
(٤) سورة الأنبياء ، الآية : ١٨.
(٥) كذا بالأصل وبقية النسخ والصواب أن سعد بن مالك يكنى بأبي الكنود ف «بن» مقحمة.
(٦) الأصل وبقية النسخ : تبايعوا ، والمثبت عن الرواية المتقدمة.