لقد أتى علينا زمان وما أحد يموت على الإسلام إلّا ظننا أنه من أهل الجنّة حتى إذا كان الآن خلطتم علينا.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد ، نا حجّاج بن نصير (١) ، نا أعين أبو حفص قال : سمعت معاوية بن قرة يقول : دخل الموت بين الأقارب والأهل ففرّق بينهم في الدنيا ، فطوبى لمن جمع بينه وبين أحبابه بعد الفرقة واليأس منه ، ثم يبكي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد ، قالا : أنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا أحمد بن زهير ، نا موسى بن إسماعيل ، نا محمّد بن صدقة قال : سمعت معاوية بن قرة يقول لابنه إياس : أوكف الحمار ، فألقى عليه قطيفة ، فركب أبو إياس وأمّ إياس على حمار ، أراه قال له : قد بأبيك وأمّك إلى المصلّى ، فذهب بهما إياس يقود بالحمار.
قال : ونا البغوي ، نا أحمد بن زهير ، نا علي بن محمّد المدائني قال : قال معاوية بن قرة عام مات :
رأيت كأني وأبي على فرسين ، فجرينا عليهما جميعا ، فلم أسبقه ولم يسبقني ، وعاش ستّا (٢) وتسعين سنة ، وقد بلغت سنّه ، فمات في ذلك العام.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد بن حيّان ، نا عباس بن حمدان ، نا إسحاق بن إبراهيم الشهيدي (٣) ، نا قريش بن أنس قال :
قدم معاوية بن قرة فدخل على ابنه إياس بن معاوية فقال : إنّ هذا اليوم ما ينبغي أن أكون فيه حيا ، إنّي رأيت في النوم كأني وأبي نستبق إلى غاية فأدركناها معا ، وقد بلغت من أبي اليوم ، فما أخرج إلّا ميتا.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٤) :
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٨ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣.
(٢) بالأصل ود ، و «ز» : ستة.
(٣) من طريقه روي في تهذيب الكمال ١٨ / ٢٢٣.
(٤) ليس في تاريخ خليفة بن خيّاط بن خيّاط ، والخبر نقله المزي في تهذيب الكمال ١٨ / ٢٢٣ والذهبي في سير الأعلام ٥ / ١٥٥ نقلا عن خليفة بن خيّاط.