مكث عندنا معمر عشرين سنة ، ما رأينا له كتابا حتى لحق بالله ، قال هشام : ما كان أحد يجترئ أن يقول لمعمر : من بينك وبين عكرمة ، وقال يحيى بن معين : بلغني أن أيوب شيّع معمرا وصنع له سفرا (١).
أخبرنا أبوا (٢) الحسن الفقيهان ، قالا : أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد الله الهاشمي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا هشام بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي ، نا أبو عمرو عثمان بن خرّزاد ، نا ابن أبي السري ، نا عبد الرّزّاق ، عن ابن المبارك قال : أصحاب الزهري ثلاثة : مالك بن أنس ، ومعمر ، وابن عيينة ، فيما سمع.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.
ح وأخبرني أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي.
قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدّثني الفضل بن زياد قال (٣) : سمعت أبا عبد الله وقيل له محمّد بن إسحاق وابن أخي الزهري : أيهما أحب إليك في حديث الزهري؟ فقال : ما أدري ، فقال له أبو جعفر : فأيّهم أحبّ إليك في حديث الزهري ، فقال : مالك في قلة روايته ، ثم معمر ، ولست أضم معمرا إلى أحد إلّا وجدته فوقه ـ زاد أبو القاسم : رحل في الحديث إلى اليمن ، وهو أوّل من رحل ، فقال له أبو جعفر : والشام؟ فقال : لا ، الجزيرة ، ثم اتفقا فقالا : ـ قال : ويونس وهؤلاء يجيئون بألفاظ أخبار أصحاب كتب ، وكان معمر يحدّث حفظا فيحرف ، وكان أطلبهم للعلم ، قيل له : فما روى عن ثابت؟ فقال : ما أحسن حديثه ، ثم قال حمّاد بن سلمة أحبّ إليّ ، ليس أحد في ثابت أثبت من حمّاد بن سلمة.
قال أبو الفضل ، قال أبو طالب قال أبو عبد الله : ومالك أثبت في حديث الزهري من جميع من روى عنه في قلة ما روى ، سفيان يخطئ في خمسة عشر حديثا من حديث الزهري ، ومعمر أثبت من سفيان.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، نا أبو بكر الخطيب ـ لفظا ـ أنا أحمد بن محمّد
__________________
(١) في م وسير الأعلام : سفرة.
(٢) بالأصل وم : «أبو» والمثبت عن د ، و «ز».
(٣) تهذيب الكمال ١٨ / ٢٧٠ ـ ٢٧١ وسير الأعلام ٧ / ١٠.