وشيبة (١) ...
فأثنى الله عليهم في مجيد كتابه ، ورضي عنهم ، وتاب عليهم (٢) ، وجعل مناط أمور الدين مرجوعة إليهم.
ثمّ وثب فرقة بعد القرون المتطاولة ، والدول المتداولة ، يلعنونهم ويشتمونهم [ ويسبّونهم ] ، ولكلّ قبيح ينسبونهم ، فويل لهذه الفئة
__________________
فيه المتاع ، وعيبة الرجل : موضع سرّه.
انظر : الصحاح ١ / ١٩٠ ، لسان العرب ٩ / ٤٩٠ ـ ٤٩١ ، تاج العروس ٢ / ٢٧٠ ، مادّة « عيب ».
أي إنّهم جماعته وصحابته وبطانته ، وموضع سرّه وأمانته ، الّذين يثق بهم ويعتمد عليهم في أموره.
(١) ذكر عتبة وشيبة ـ هنا ـ لم يقصد منه خصوص الرجلين ، بل المراد عموم كفّار قريش.
وعتبة وشيبة هما ابنا ربيعة بن عبد شمس ، قتلا والوليد بن عتبة يوم بدر كفّارا ، بيد أمير المؤمنين الإمام عليّ عليهالسلام وحمزة وعبيدة بن الحارث ، وفيهم جميعا نزل قوله تعالى : ( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ... ) سورة الحجّ ٢٢ : ١٩.
انظر مثلا : صحيح البخاري ٥ / ١٨٣ ـ ١٨٤ ح ١٧ ـ ٢١ وج ٦ / ١٨١ ح ٢٦٤ و ٢٦٥ ، صحيح مسلم ٨ / ٢٤٦ ، سنن ابن ماجة ٢ / ٩٤٦ ح ٢٨٣٥ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٨ / ٤٧٤ ح ٣١ ، مسند البزّار ٢ / ٢٩١ ـ ٢٩٢ ح ٧١٥ ، وغيرها كثير.
(٢) أشار ابن روزبهان ـ في كلامه هذا ـ إلى آيات قرآنية عديدة بخصوص الثناء والرضا والتوبة على الصحابة ، منها :
قوله تعالى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً ... ) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.
وقوله عزّ وجلّ : ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ... ) سورة الفتح ٤٨ : ١٨.
وقوله سبحانه : ( لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ ... ) سورة التوبة ٩ : ١١٧.