وكذا كانت إحدى جدّاته الأخرى من أولاد أبي بكر (١) (٢).
وذكر الإمام الحاكم أبو عبد الله النيسابوري ، المحدّث الكبير ، والحافظ المتقن ، الفاضل النحرير ، في كتاب « معرفة علوم الحديث » بإسناده عن الإمام [ أبي عبد الله ] (٣) جعفر بن محمّد الصادق ، أنّه قال : « أبو بكر ( الصدّيق ) (٤) جدّي ، وهل يسبّ أحد أجداده (٥)؟! لا قدّمني الله إن لا أقدّمه » (٦). انتهى ..
وقد اشتهر بين المحدّثين والعلماء أنّ الحاكم أبا عبد الله ـ المذكور ـ كان مائلا إلى التشيّع (٧).
فمن عجبي!! كيف يجوز لهم ذكر المطاعن لذلك الإمام الحكيم الرشيد ، وقد ذكر الأئمّة ـ الّذين يدّعون الاقتداء بهم ـ في مناقبه (٨) أمثال هذه المناقب ، ومع ذلك يزعمون أنّهم لهم مقتدون ، وبآثارهم مهتدون؟!
نسأل الله العصمة عن التعصّب ، فإنّه ساء الطريق ، وبئس الرفيق.
ثمّ إنّي لمّا نظرت في ذلك الكتاب الموسوم ب « نهج الحقّ وكشف الصدق » رأيت أنّ صاحبه عدل عن نهج الحقّ ، وبالغ في الإنكار على أهل السنّة ، حتّى ذكر أنّهم كالسوفسطائية ، ينكرون المحسوسات والأوليّات ،
__________________
(١) إذ إنّ جدّته لأمّه عليهالسلام هي : أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.
(٢) انظر : كشف الغمّة ٢ / ١٦١ ، نقلا عن الحافظ عبد العزيز بن أبي نصر محمود بن المبارك بن محمود الجنابذي ، المعروف بابن الأخضر ( ٥٢٤ ـ ٦١١ ه ).
(٣) أثبتناه من « إبطال نهج الباطل » المطبوع ضمن « إحقاق الحقّ ».
(٤) ليست في معرفة علوم الحديث.
(٥) في إبطال نهج الباطل : آباءه.
(٦) معرفة علوم الحديث : ٥١.
(٧) انظر : سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٢ رقم ١٠٠.
(٨) أي : مناقب أبي بكر. وكان في إبطال نهج الباطل : « مناقبهم » وهو تصحيف.