على ذاته لذاته ، فهو جائز عندنا ، وليس فيه نقص ، وهو المتنازع فيه.
وإن أردتم به غيره ، فصوّروه أوّلا حتّى تفهموه (١) ، ثمّ تثبّتوا (٢) لزومه لما ادّعينا.
والحاصل : إنّ المحال هو استفادته صفة كمال من غيره ، لا اتّصافه لذاته بصفة كمال هي غيره ؛ واللازم من مذهبنا هو الثاني لا الأوّل (٣).
الرابع : الاستدلال بلزوم إثبات ما لا نهاية له من المعاني القديمة (٤) بذاته تعالى ؛ وذلك لأنّ العلم بالشيء مغاير للعلم بما عداه .. إلى آخر الدليل.
والجواب : إنّ العلم صفة واحدة قائمة بذاته تعالى ، ويتعدّد بحسب التعلّق بالمعلومات الغير المتناهية ، فله بحسب كلّ معلوم تعلّق ، فكما يتصوّر أن تكون المعلومات غير متناهية ، كذلك يجوز أن تكون تعلّقات العلم ـ الذي هو صفة واحدة ـ غير متناهية بحسب المعلومات ، وليس يلزم منه محال ، ولا (٥) يلزم التسلسل المحال ؛ لفقدان شرط ( الترتّب في ) (٦) الوجود (٧).
الخامس : الاستدلال بأنّه لو كان موصوفا بهذه الصفات ، لزم كون الحقيقة الإلهية مركّبة ، ويلزم منه الاحتياج.
__________________
(١) في شرح المواقف : نفهمه.
(٢) في المصدر : بيّنوا.
(٣) شرح المواقف ٨ / ٤٨.
(٤) في المصدر : القائمة.
(٥) في المصدر : فلا.
(٦) في المصدر : الترتّب و.
(٧) انظر : المواقف : ٢٨٨ ، شرح المواقف ٨ / ٧٣ و ٧٩.