فقال : ويحك! أما إذ سألتني فافهم عنّي ، ولا عليك أن [ لا ] تسأل عنها أحدا بعدي.
فأمّا أهل الجماعة : فأنا ومن اتّبعني وإن قلّوا ، وذلك الحقّ عن أمر الله وأمر رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأمّا أهل الفرقة : فالمخالفون لي ولمن اتّبعني وإن كثروا.
وأمّا أهل السنّة : فالمتمسّكون بما سنّه الله لهم ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإن قلّوا [ وإن قلّوا ].
وأمّا أهل البدعة : فالمخالفون لأمر الله ، ولكتابه ، ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، العاملون برأيهم وأهوائهم ، وإن كثروا ، وقد مضى منهم الفوج الأوّل ، وبقيت أفواج ، وعلى الله قصمها واستئصالها عن حدبة (١) الأرض » (٢) .. الحديث
وهو كما ترى لا ينطبق على أهل السنّة إلّا أن يتعلّقوا بالمكابرة ، ويتجنّوا في الدعوى.
إذ كيف يكونون من أهل جماعة أمير المؤمنين عليهالسلام ومتّبعيه؟! وهم لا يتّبعونه بكلّ ما يخالف به مشايخهم ، بل بكلّ أمر!
وكيف يكونون من أهل السنّة؟! وهم يعملون بالقياس ، والاستحسان ، ويحلّلون الحرام ، ويحرّمون الحلال بآرائهم ، كما ذمّهم به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث الحاكم السابق!
__________________
(١) الحدبة : ما أشرف وغلظ وارتفع من الأرض ؛ انظر : الصحاح ١ / ١٠٨ ، لسان العرب ٣ / ٧٣ ، تاج العروس ١ / ٤٠٧ ، مادّة « حدب ».
(٢) كنز العمّال ٨ / ٢١٥ [ ١٦ / ١٨٣ ـ ١٨٤ ح ٤٤٢١٦ ] كتاب المواعظ. منه قدسسره.