لا يمكن دفعها (١).
وكذلك الرازي في كتاب « الأربعين » على ما نقله عنه السيّد السعيد رحمهالله (٢).
فحينئذ يكون ذكر الفضل له ـ بدون إشارة إلى ذلك ـ تلبيسا موهما لاعتباره عند أصحابه ، بل يكون نقصا فيهم ، إذ يعتمدون على ما لا يصلح أن يسطر ، فضلا أن يعتبر!
ولنشر إلى بعض ما يرد عليه ، فنقول : يرد عليه :
أوّلا : إنّ دعوى رؤية الجواهر الفردة ، التي هي الأجزاء التي لا تتجزّأ ، مبنيّة على ثبوتها وعلى تركّب الجسم منها ، لا من الهيولى والصورة ، وهو باطل ؛ لأنّ الجزء الواقع في وسط التركيب إمّا أن يحجب الأطراف عن التماس أو لا.
فعلى الأوّل : لا بدّ أن يلاقي كلّا منها بعضه ، فتلزم التجزئة.
وعلى الثاني : يلزم التداخل ، وهو محال ؛ وعدم زيادة الحجم ، وهو خلاف المطلوب.
وبعبارة أخرى : إنّ الوسط إمّا أن يلاقي الأطراف بكلّه ..
أو ببعضه ..
أو لا يلاقي شيئا منها ..
أو يلاقي بعضا دون بعض.
__________________
(١) انظر : شرح التجريد : ٤٣٣ و ٤٣٧ ـ ٤٣٨.
(٢) كتاب الأربعين ١ / ٢٦٨ ـ ٢٧٧ ، وانظر : إحقاق الحقّ ١ / ١٢٢.