ملل : بلامين محرّكا ، واد بطريق مكة ، على أحد وعشرين ميلا من المدينة ، وعن ابن وضاح اثنين وعشرين ميلا ، وقيل : ثمانية عشر ميلا ، وقيل على ليلتين منها ، وفي الموطأ أن عثمان بن عفان صلى الجمعة بالمدينة وصلى العصر بملل قال مالك : وذلك للتهجير وسرعة السير ، قال بعضهم : ملل واد ينحدر من ورقان جبل مزينة حتى يصب في فرش سويقة ، ويقال : فرش ملل ، ثم ينحدر من الفرش حتى يصب في إضم ، وسبق أنه يلقى إضم بذي خشب ، فذلك مراد القائل بأنه على ليلتين من المدينة ، ويضاف إليه الفرش والفريش ، وجمعه كثير في قوله :
إذ نحن بالهضبات من أملال
قال ابن الكلبي : لما صدر تبّع عن المدينة نزل ملل وقد أعيا وملّ ، فسماه ملل ، وقيل لكثير : لم سمي بذلك؟ قال : لأن ساكنه ملّ المقام به ، وقيل : سمي به لأن الماشي من المدينة لا يبلغه إلا بعد جهد وملل.
وقال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي ، وقيل : جعفر الزبيري :
أجزنا على ماء العشيرة والهوى |
|
على ملل بالهف نفسي على ملل |
وفي كتاب النوادر لابن جني أن رجلا من أهل العراق نزل بملل ، فسأل عنه ، فأخبر باسمه ، فقال : قبح الذي يقول :
على ملل يا لهف نفسي على ملل
أي شيء كان يتشوق إليه من هذه؟ وإنما هي حرة سوداء ، فقالت له صبية كانت تلقط النوى : بأبي أنت وأمي إنه كان والله له بها شجن ليس لك.
المناصع : متبرز النساء بالمدينة ليلا ، قبل اتخاذ الكنف بالبيوت ، على مذاهب العرب ، وهو ناحية بئر أبي أيوب ، ولعلها المعروفة اليوم ببئر أيوب شرقي سور المدينة شامي بقيع الغرقد ، وزقاق المناصع : تقدم في الدور المطيفة بالمسجد من جهة المشرق.
المناقب : جبل قرب المدينة ، فيه ثنايا طرق إلى اليمن وإلى اليمامة وإلى أعالي نجد ، قاله المجد ، واستشهد بأبيات فيها ذكره وذكر العقيق. والذي يفهمه كلام الأصمعي أنه بنجد قرب ذات عرق ، فليس المراد عقيق المدينة ، لأن الأصمعي ذكر قرنا ونخلة اليمانية ، ثم قال : ثم يجلس إلى نجد بطلع المناقب ، ووصف ثناياه بما سبق ، وقال : وإلى أعالي نجد إلى الطائف ، قال : وفيه ثلاث مناقب : إحداها عقبة يقال لها الزلالة ، بها صخرة ، وهي التي أقحم فيها العقيلي ناقته فاقتحمت من شق فيها ، وذاك أنهم خاطروه على ذلك.