سبق المفردين ورؤية جمدان ، ومعلوم أن الذاكر سابق ، قال : ولم أر أحدا ذكر في ذلك شيئا.
الجموح : بالفتح ، ما بين قباء ومران على جهة طريق البصرة ، وذكر أبو عبيدة الجموح وعرفة ، يعني الذي بمكة ، ثم قال : والجموح الذي دون قباء ، انتهى ، وليس المراد قباء المدينة كما ستأتي الإشارة إليه ، قال المجد : والجموح أيضا أرض لبني سليم ، وبها كانت إحدى غزوات النبي صلىاللهعليهوسلم ، وبعث زيد بن حارثة إلى بني سليم فسار حتى ورد الجموح ناحية بطن نخل عن يسارها.
قلت : والذي يظهر أنها المذكورة أولا.
الجمة : بالفتح وتشديد الميم ، قال الكمال الدميري : عين بأحد أودية خيبر ، سماها النبي صلىاللهعليهوسلم قسمة الملائكة ، يذهب ثلثا مائها في فلج ، والثلث الآخر في فلج الآخر والمسلك واحد ، وقد اعتبرت من زمان النبي صلىاللهعليهوسلم إلى اليوم يطرح فيها ثلاث خشبات أو تمرات تذهب اثنتان في الفلج الذي له الثلثان وواحدة في الآخر ، ولا يقدر أحد أن يأخذ من ذلك الفلج أكثر من الثلث ، ومن قام في الفلج الذي يأخذ الثلثين ليردّ الماء إلى الآخر غلبه الماء وفاض ولم يرجع إلى الفلج الآخر شيء يزيد على الثلث ، قاله البكري وغيره ، والفلج : النهر الصغير ، اه.
الجناب : بالكسر ، موضع بعراض خيبر ، وقيل : من منازل بني مازن ، وقال نصر : الجناب من ديار بني فزارة ، بين المدينة وفيد ، وفي طبقات ابن سعد : الجناب أرض عذرة وبلى ، وقال سحيم الرياحي :
تحمل من وادي الجناب فناشني |
|
بأجماد جوّ من وراء الخضارم |
جنفاء : بالتحريك والمد والقصر ، وقد يضم أوله أيضا في الحالتين ، قال ابن سعد : كان ينزل بها أبو الشموس البلوي الصحابي. وعن ابن شهاب : كانت بنو فزارة ممن قدم على أهل خيبر ليعينوهم ، فراسلهم النبي صلىاللهعليهوسلم أن لا يعينوهم ، وأن يخرجوا عنهم ، ولهم من خيبر كذا وكذا ، فأبوا ، فلما فتح الله خيبر قالوا : حظنا والذي وعدتنا ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : حظكم أو قال «لكم» ذو الرقيبة بجبل من جبال خيبر ، فقالوا : إذا نقاتلك ، فقال : موعدكم جنفاء ، فخرجوا هاربين ، وفي بعض طرقه : جنفاء ماء من مياه بني فزارة ، وجنفاء أيضا : موضع بين خيبر وفيد ، قال ياقوت : وهو الذي وقع ذكره في غزوة خيبر ، وضلع الجنفاء : موضع بين الربذة وضرية ، من ديار محارب ، على جادة اليمامة إلى المدينة.