ثنية المرّة : بالكسر وتشديد الراء ، قرب ماء يدعى الأحياء من رابغ ، لقي بها أبو عبيدة بن الحارث في سريته جمع المشركين ، وقال ياقوت : ثنية المرة بتخفيف الراء يشبه تخفيف المرة من النساء ، في حديث الهجرة أن دليلهما يسلك بهما الخ ، ثم ثنية المرة ، ثم لقفا ، وهو أيضا في حديث سرية عبيدة بن الحارث ، انتهى.
وأما ثنية المرار : فبضم الميم أو كسرها ، كما ذكره مسلم على الشك ، وفتحها بعضهم ، قال عياض : أراها بجهة أحد.
قلت : الصواب ما قاله النووي من أنها عند الحديبية ، قال ابن إسحاق : هي مهبط الحديبية ، انتهى.
ثنية الوداع : بفتح الواو ، تقدم في أمكنة المدينة وحفظها من الوباء عن جابر أنه كان لا يدخل أحد المدينة إلا من ثنية الوداع ، فإن لم يعشر بها مات قبل أن يخرج ، فإذا وقف على الثنية قيل : قد ودع ، فسميت ثنية الوداع ، حتى قدم حروة بن الورد فلم يعشر ، ثم دخل فقال : يا معشر يهود مالكم وللتعشير؟ قالوا : لا يدخلها أحد من غير أهلها فلم يعشر بها إلا مات ، ولا يدخلها أحد من غير ثنية الوداع إلا قتله الهزال ، فلما ترك عروة التعشير تركه الناس ، ودخلوا من كل ناحية.
وروى ابن شبة عنه أيضا قال : إنما سميت ثنية الوداع لأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقبل من خيبر ومعه المسلمون قد نكحوا النساء نكاح المتعة ، فلما كان بالمدينة قال لهم : دعوا ما في أيديكم من نساء المتعة ، فأرسلوهن ، فسميت ثنية الوداع.
وفي الأوسط عنه قال : خرجنا ومعنا النساء اللاتي استمتعنا بهن ، حتى أتينا ثنية الركاب ، فقلنا : يا رسول الله هؤلاء النسوة اللاتي استمتعنا بهن ، فقال : هن حرام إلى يوم القيامة ، فودعناهن عند ذلك ، فسميت بذلك ثنية الوداع ، وما كانت قبل إلا ثنية الركاب.
وأخرجه البخاري بلفظ : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى غزوة تبوك حتى إذا كنا عند العقبة مما يلي الشام جاء نسوة كنا تمتعنا بهن يطفن برحالنا فجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فذكرنا ذلك له ، فغضب وقام خطيبا وأثنى على الله ونهى عن المتعة ، فتوادعنا يومئذ ، فسميت ثنية الوداع.
وروى أبو يعلى وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزوة تبوك ، فنزلنا ثنية الوداع ، فرأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم مصابيح ، ورأى نساء تبكين تمتع منهن ، فقال : حرم ، أو قال : هذا المتعة والنكاح والطلاق والعدة والميراث.