فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق ، وما احترمت به الحرار حرة سوران وحرة ليلى وحرة واقم وحرة النار وعامة منازل بني سليم إلى المدينة فذلك الشق كله حجاز ، وما بين ذات عرق إلى البحر غور تهامة ، وطرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج ، فكأنه الخامسة حرة بني سليم ، أخذ من قوله عامة منازل بني سليم ، وعليه فالمدينة حجازية بخلاف مكة ، ولهذا قال بعده : والحجاز اثنتا عشرة دارا : المدينة ، وخيبر ، وفدك والمروة ، ودار بلى ، ودار أشجع ، ودار مزينة ، ودار جهينة ، ونفر من هوازن ، وجل سليم ، وجل هلال ، وظهر حرة ليلي. ثم قال : ومما يلي الشام شغب وبدا اللذين يقول فيهما جميل :
لعمري قد حبّبت شغبا إلى بدا |
|
إليّ ، وأوطاني بلاد سواهما |
والحد الثالث مما يلي تهامة بدر والسقيا ورهاط وعكاظ ، والرابع شانه وودان ، ثم ينعرج إلى الحد الأول بطن نجد ، وقال في موضع آخر وأظنه تتمة كلام عن غيره ما لفظه : والحجاز من تخوم صنعا من الغيلا وتبالة إلى تخوم الشام ، وإنما سمي حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد ؛ فمكة تهامية ، والمدينة حجازية. ثم قال : وقال عمارة : ما سال من حرة بني سليم وحرة ليلي فهو الغور حتى يقطعه البحر ، وما سال من ذات عرق مغربا فهو الحجاز إلى أن تقطعه تهامة ، وهو حجارة سود تحجز بين نجد وتهامة ، وما سال من ذات عرق مقبلا فهو نجد إلى أن يقطعه العراق.
وقال الأصمعي : إنما سميت الحجاز حجازا لأنها احتجزت الجبال.
فدل على أن ما تقدم من كلام غيره على ما ذكر الأصمعي يكون الحجاز بمعنى المحجوز ، وعلى ما تقدم عن غيره يكون بمعنى الحاجز ، وحكاهما الدميري بقوله : سمي الحجاز حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد ، وقيل : لاحتجازه بالحرار الخمس ، وهي حرة واقم ، وحرة راجل بالراء والجيم ، وحرة ليلى ، وحرة بني سليم ، وحرة النار ، وحرة وبرة ، انتهى.
وقال أبو المنذر : الحجاز ما بين جبلي طيئ إلى طريق العراق لمن يريد مكة ، سمي حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد ، وقيل لأنه حجز بين نجد والسراة ، وقيل : لأنه حجز بين الغور والشام ، وبين تهامة ونجد ، وقال بعضهم : جبل السّراة أعظم جبال العرب حجزا ، وهو الحد بين تهامة ونجد ، وقال بعضهم : جبل السّراة أعظم جبال العرب حجزا ، وهو الحد بين تهامة ونجد ، وذلك أنه أقبل من قعر اليمن حتى بلغ أطراف الشام ، فسمته العرب حجازا ؛ لأنه حجز بين الغور وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر ، وأما ما انحاز إلى شرقيه فهو الحجاز.