٢ ـ وقال تعالى : (وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ.)
٣ ـ وما قلت إلا الحق فيك ولم تزل |
|
على منهج من سنة المجد لاجب (١) |
٤ ـ قال تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ؟).
٥ ـ برجاء جودك يطرد الفقر |
|
وبأن تعادى ينفد العمر |
٦ ـ إنما يدوم السرور برؤية الإخوان.
* * *
إذا تأملنا المثال الأول وجدنا القصر فيه من باب قصر الصفة على الموصوف ، وإذا تدبرنا الصفة فيه وجدنا أنها لا تتعدى موصوفها إلى موصوف آخر مطلقا. فالتذكر صفة لا تتجاوز أولي الألباب إلى غيرهم من سائر الناس في الحقيقة والواقع. وطريق القصر هنا هو «إنما».
وإذا تأملنا المثال الثاني وجدناه يشتمل على ثلاثة من أساليب القصر : الأول «وما توفيقي إلا بالله» والثاني «عليه توكلت» والثالث «وإليه أنيب» ، وأن القصر في كل منها هو قصر صفة على موصوف.
وإذا نظرنا إلى الصفة في كل قصر رأينا أنها لا تفارق موصوفها إلى موصوف آخر البتة. فالتوفيق صفة لا تتعدى المولى عزوجل إلى سواه ، وكذلك كل من التوكل والإنابة صفة لا تتجاوز موصوفها وهو الله عزوجل إلى موصوف آخر مطلقا.
وطرق القصر في هذا المثال هي : النفي والاستثناء في الأسلوب الأول ، وتقديم ما حقه التأخير «الجار والمجرور» في الأسلوبين الآخرين.
والقصر في المثال الثالث هو «وما قلت إلا الحق» ، وهو قصر صفة على موصوف ، وإذا تدبرنا الصفة فيه وجدنا أنها لا تتعدى موصوفها إلى
__________________
(١) المنهج : الطريق الواضح ، واللاجب : الطريق الواضح أيضا.