٣ ـ إظهار التحسر على شيء محبوب : نحو قول المتنبي في رثاء جدته :
أتاها كتابي بعد يأس وترجة |
|
فماتت سرورا بي فمت بها غمّا |
حرام على قلبي السرور فإنني |
|
أعدّ الذي ماتت به بعدها سمّا |
وقوله في رثاء أبي شجاع فاتك :
الحزن يقلق والتجمّل يردع |
|
والقلب بينهما عصيّ طيّع |
يتنازعان دموع عين مسهّد |
|
هذا يجيء بها وهذا يرجع! |
وقول آخر يرثى عزيزا عليه :
وأيقظت أجفانا وكان لها الكرى |
|
ونامت عيون لم تكن قبل تهجع |
وقول أبي فراس الحمداني عند ما سمع بمرض أمه وهو في الأسر :
عليلة بالشآم مفردة |
|
بات بأيدي العدا معلّلها |
تمسك أحشاءها على حرق |
|
تطفئها والهموم تشعلها |
تسأل عنا الركبان جاهدة |
|
بأدمع ما تكاد تمهلها! |
٤ ـ المدح : نحو قول زهير بن أبي سلمى :
وأبيض فيّاض يداه غمامة |
|
على معتفيه (١) ما تغبّ فواضله |
تراه إذا ما جئته متهلّلا |
|
كأنك تعطيه الذي أنت سائله |
وقول المتنبي مادحا سيف الدولة :
أرى كل ذي ملك إليك مصيره |
|
كأنك بحر والملوك جداول |
إذا مطرت منهم ومنك سحائب |
|
فوابلهم طلّ وطلك وابل (٢) |
__________________
(١) على معتفيه : على طالبي معروفه وفضله وكرمه. ما تغب فواضله : ما ينقطع إحسانه وأياديه الجميلة.
(٢) الوابل : المطر الغزير. الطل : المطر الضعيف.