الفرنجة أنّه كان لهم دير مبنيّ على جزيرة بقرب المدينة. وفي نعت قديم ذكره" نونس" في العهد الروماني سمّى بيروت المدينة الجميلة الجزائر.
بيروت بيد المماليك
سنة ٦٩٠ ه / ١٢٩١ م. تمكّن الأمير علم الدين سنجر الشجاعي من الاستيلاء على بيروت في أيّام الملك المملوكي الأشرف خليل إبن الملك منصور قلاون ، فهدّم سورها وقلعتها التي كانت محكمة البناء. ويقول مؤرّخ بيروت التنّوخي صالح بن يحيى : لمّا كان الفرنج مستولين على بيروت كانت جماعة المسلمين قليلة ولا جامع لهم فلمّا قدّر الله بنزعها من يد الفرنج استقرّت كنيستهم جامعا وكانت تعرف عندهم بكنيسة مار يحنا وكان بها صور فطلاها المسلمون بالطين وبقي الطين إلى أيّام الجدّ (أي جدّ صالح) فبيّضه وأزال عنه تلك الصور. وقد علّق الأب شيخو على قوله هذا حاشية جاء فيها : لا يزال مكتوبا عند مدخل الباب الشرقي باليونانيّة ما ترجمته :صوت الربّ على المياه (سفر المزامير ٢٨ : ٣). ويشير المؤرّخون إلى أنّ الأمير سنجر المملوكي ، عند ما سقطت بيروت بيده ، قد استبدّ بأهاليها الذين سلموا من غدره ، ونفى قسما كبيرا منهم ، فهلك معظمهم في المنفى ، كما هدّم الأسوار والقلعة التي كانت محكمة البناء ، وقيل إنّ المدينة قد قلبت بكاملها ظهرا على بطن. وفي العهد المملوكي كانت بيروت تابعة لسنجق دمشق. وبعد جلاء الفرنجة عن المدينة رمّم أمراؤها التنّوخيّون بعض حصونها التي أصابها الخراب ، وكان هؤلاء الأمراء مكلّفين من قبل المماليك المحافظة على ثغرها وسواحلها حتّى نهر الدامور ، فكانوا يصدّون غارات الفرنجة عنها. وكانوا يلجأون إلى حكّام الشام لمعاونتهم على صدّ تلك الهجمات عند الحاجة ، ويستعملون البريد للمراسلات العاديّة ، وقد عزّزوا آليّة الدفاع عن المدينة