وقال إنّ مراسلات جرت بينه وبين ربولا السميساطي الذي أنشأ ديرا عظيما في لبنان. ثمّ إنّ زكريّا المؤرّخ المذكور أثبت في تلك الترجمة أسماء ستّ كنائس في بيروت هي : كنيسة لبّي الرسول ، وكنيسة أنسطاسيا الكبرى التي أنشأها أوسطاث أسقف بيروت (٤٤٣ ـ ٤٦٠) ، وظلّت قائمة حتّى ٥٥٩ تاريخ الزلزلة الهائلة التي قوّضتها ، وكنيسة والدة الله وكان موقعها ضمن بيروت بالقرب من المرفأ ، وكنيسة الشهيد لاونطي ومركزها في مدينة بيروت ، وفيها التأم طلّاب مدرسة الحقوق المسيحيّون ليحضروا عماد لاونطي ، وكنيسة القيامة التي شيّدها أوسطاث سالف يوحنّا ، وكانت من أكبر كنائس بيروت وأفخمها ، تقع ضمن سور المدينة ، قريبا من مدرسة الفقه ، ويرجّح أنّها لم تكن بعيدة عن كنيسة مار جرجس. وكنيسة مار إسطفان أوّل الشهداء وهي البيعة السادسة ، تأسّست تيمّنا باسم القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة وأوّل الشهداء ، إضمحلّ رسمها منذ أواسط القرن السادس بسبب الزلازل الهائلة التي ضربت السواحل الفينيقيّة اللبنانيّة. وفي عهد أغسطاس قيصر (٤٩١ ـ ٥١٨) تولّى مرين أسقفيّة بيروت فتحزّب لسويرا بطريرك أنطاكية (٥١٢ ـ ٥١٨) وشاركه في القدسيّات. وقام بعده تلاس فناضل عن عقيدة آباء المجمع الخلقيدونيّ الذين بلغ عددهم ٦٣٦ أسقفا. ووقّع تلاس عريضة مع أساقفة المشرق السريان رفعوها عام ٥٣٦ إلى أغابيط الحبر الرومانيّ (٥٣٥ ـ ٥٣٦) في قضيّة إشهار الحرم على أنتيمس أسقف قسطنطينيّة. ولمّا احتلّ الفرنجة بيرون عام ١١١٠ كان المسيحيّون فيها فئتين : فئة سريانيّة وفئة ملكيّة ، ولكلّ منهما كنيسة أو كنائس يقيمون فيها فروضهم الدينيّة. أمّا كنيسة السريان فالراجح أنّها كانت في سوق البازركان حيث اكتشفت آثار كنيسة قديمة في مدّة الحرب العالميّة الأولى.