متران ونصف المتر. وقد عاد إلى مكانه بعدما أخفي في الحرب نظرا إلى قيمته الفنّية والتراثيّة. وإلى جانب دفّته اليسرى لوحة رخام تخلّد إعلان لبنان الكبير. وقريبا ترتفع إلى جانب الدفّة اليمنى لوحة كبيرة صوّر فيها الفنّان فيليب موراني الجنرال غورو على مدخل القصر ، يحوطه رجال دين وسياسة لبنانيون ، يوم إعلان دولة لبنان الكبير. وإلى يمين رواق الإستقبال الواسع ، الصالون الكبير بأعمدته وسقفه المزخرف بالجفصين. فيه مدفأة شرقيّة كبيرة تزيّنها فسيفساء وحجارة ورخام. وعلى مقربة ، غرفة طعام واسعة. وفي الناحية المقابلة صالونان ، جنوبي عثماني ، أتت الحرب على قسم كبير من الثاني وتمّ ترميمه فعاد نسخة لما كان عليه ، ولا تخطئ العين مكتب السفير وغرفة طعام غير رسميّة. أمّا الدرج الضخم في الرواق الرئيس فيفضي إلى باحة في الطبقة الثانية. في الجهة الشمالية ، إزدانت غرف الرسميّين والضيوف بما يليق بعراقة المكان. وجنوبا ، جناح السفير وعائلته مع صالون وغرفة طعام ومطبخ صغير. وفي الناحية نفسها غرفة كبيرة ومكتب. وتنفتح الطبقة الثانية على شرفات رمّمت بكاملها تطلّ على أحياء العاصمة. أمّا سطح المبنى المكلّل بالحجارة ، فاستقبل أخيرا أجهزة تقنيّة متنوّعة وزّعت بعناية ودقّة لئلّا تشذّ عن الطابع العام. مطابخ القصر ما زالت في مكانها الأصليّ تحت المبنى ، تفاديا لانتشار روائح الطهو في الأرجاء. وثمّة مصعد خاصّ تصل بواسطته الأطباق إلى غرفة الطعام الرئيسيّة في الطبقة الأرضيّة. وإلى جانب المطابخ ، مستودع وغرفتا مؤونة وغسيل. أثاث القصر أنيق ، تزيّنه ثريّات ومدلّيات وقطع أنقذت في الحرب ووزّعت مجدّدا بذوق وعناية. اللّافت فيها تلبيسات خشب عربيّة استقدمت من سوريا وركّبها في الماضي محمد منير خيّاط ، إضافة إلى تلبيسات تركيّة ـ عربيّة موزّعة في الطبقة الثانية تعود إلى ١٧٢٩. خشبيات الصالون غير منقوشة لكنّها عربيّة