الشهداء الأبرار في عامي ١٩١٥ و ١٩١٦ بأمر أحمد باشا السفّاح على أعواد المشانق التي نصبت فيها ، أصبحت تعرف بساحة الشهداء ، وقد كرّست الحكومة اللبنانيّة هذه التسمية وأقامت في وسط الساحة نصبا تذكاريّا للشهداء سنة ١٩٢٤ جدّد مرارا ، أمّا النصب الأخير فمن أعمال النحّات الإيطالي مارينو مازاكوداتي ، وقد وضع في مكانه في ٦ أيّار ١٩٦٠ ، تمّ نقل النصب إلى محترف الترميم في جامعة الروح القدس لترميمه من أضرار أربعة:الثقوب التي تسبّبت بها الشظايا والتآكل بسبب الإسمنت المصبوب في داخل التمثال ، تفسّخ وتصدّع ناتجان من الإنفجارات والقذائف ، تآكل مادّة البرونز من العوامل والتفاعلات الكيمائيّة مع المحيط ، فقدان ذراعين من التمثال واحدة وجدت وأخرى استقرّ الرأي على تركها كما هي شاهدة على الحرب وضراوتها. المراحل الأولى للعمل أشرف عليها الخبير البريطاني روبرت هاريس ، والمرحلة الثانية بإشراف الإختصاصي عصام خير الله في معهد الترميم التابع للجامعة. وهذه المرحلة كانت نشر التماثيل وفصل أجزائها لتنظيفها من الداخل وتفريغها من الإسمنت ومعالجة بعض الثقوب فيها ، وترك البعض الآخر الذي لا يؤثّر في متانة التمثال وقوّته ، لكنّه ينعش ذاكرة الأجيال. وفي المرحلة الثالثة من العمل أعيد جمع كلّ تمثال من جديد وترميمه من الخارج بعدما أضيفت إليه أجزاء من الإسمنت لم تختلف عن البرونز الذي صنع منه تمثال الشهداء ، لأنّ القيّمين على الأعمال اخذوا عيّنات من البرونز الأساسي وتمّ فحصها في مختبرات الجامعة اليسوعيّة ، فكان المزيج الجديد كالقديم تماما. وتقرّر ألّا توضع التماثيل الثلاثة التي تشكّل النصب على مستوى واحد بل على ثلاثة ، لأنّ قاعدتها الأساسيّة ليست متينة لتحملها ، كما تقرّر بناء قاعدة جديدة تتحمّل الأحجام.