القرط هو المسافة من شحمة الأذن إلى الكتف ، وإذا كانت هذه المسافة بعيدة لزم أن يكون العنق طويلا.
* * *
كذلك عرض للكناية أبو الحسين أحمد بن فارس «٣٩٥ ه» في كتابه «الصاحبي» ، وعقد لها بابا خاصا تكلم فيه أولا عن صورتين من صورها ، إحداهما كناية التغطية ، وذلك بأن يكنّى عن الشيء فيذكر بغير اسمه تحسينا للفظ أو إكراما للمذكور ، والثانية كناية التبجيل نحو قولهم : «أبو فلان» صيانة لاسمه عن الابتذال ، وأنّ الكنى مما كان للعرب خصوصا ثمّ تشبه غيرهم بهم في ذلك. ولا ريب أنّه في ذلك متأثر برأي المبرد السابق.
ثمّ تكلّم ثانيا عن الكناية بمفهومها عند النحاة فقال : «الاسم يكون ظاهرا مثل : زيد وعمرو ، ويكون مكنيا ، وبعض النحويين يسميه «مضمرا» وذلك مثل : هو وهي وهما وهن.
وزعم بعض أهل العربية أنّ أوّل أحوال الاسم الكناية ثمّ يكون ظاهرا ، قال : وذلك أنّ أول حال المتكلم أن يخبر عن نفسه أو مخاطبه فيقول : أنا وأنت ، وهذان لا ظاهر لهما ، وسائر الأسماء تظهر مرة ويكنى عنها مرة.
والكناية متصلة ومنفصلة ومستجنّة ، فالمتصلة كالتاء في «حملت وقمت» ، والمنفصلة كقولنا : إياه أردت ، والمستجنة قولنا «قام زيد» فإذا كنينا عنه فقلنا : «قام» فتستر الاسم في الفعل».
ثمّ يستطرد فيقول : «وربما كنّي عن الشيء لم يجر له ذكر ، في مثل قوله جلّ ثناؤه : (يُؤْفَكُ عَنْهُ) أي يؤفك عن الدين أو عن النبي صلىاللهعليهوسلم. قال أهل العلم وإنّما جاز هذا لأنّه قد جرى الذكر في القرآن. وقال حاتم :