أسطاع يسطيع إسطاعة والألف في هذه مقطوعة في الفعل الماضي منه وفي المصدر ، وحرف المضارعة مضموم ؛ واستطاع يستطيع استطاعة ، والألف موصولة في الفعل الماضي والمصدر والأمر وأول المستقبل مفتوح ؛ واسطاع يسطيع اسطاعة ، فالألف موصولة في الفعل الماضي والمصدر والأمر ، وأول المستقبل مفتوح ، واستاع يستيع استاعة ، بوصل الألف فيهما. ومعنى الجميع القدرة على الشيء واشتقاقه من الطاعة ؛ لأنك إذا استطعت الشيء ، وقدرت عليه ، فالشيء منقاد لك ، فكأنه مطيع ، وتصريف الفعل من ذلك.
أما أسطاع يسطيع ، فأصله أطوع يطوع ، ومن حكم أفعل في الفعل ، إذا كان موضع العين منه واوا أو ياء أن تلقى حركة العين على الفاء ، فتقلب الواو ألفا والياء ألفا ، كقولك" أجار يجير وأقام يقيم" و" ألان يلين" والأصل : أقوم وألين ، فألقوا حركة الياء والواو على ما قبلهما ، وقلبتا ألفين ؛ فلهذا القياس وجب أن يقال في" أطوع"" أطاع" ، ثم زادوا السين في" أطاع" عوضا من إلقاء حركة الواو على الطاء.
وقد طعن قوم على سيبويه في قوله : زادوا السين عوضا من ذهاب حركة العين ، والعين هي الواو في" أطوع" ؛ لأنها عين الفعل ؛ فقالوا : الحركة ما ذهبت ، وإنما ألقيت على ما قبلها.
والجواب عن سيبويه : أنه أراد جعلوا السّين عوضا من ذهاب حركة العين من العين والحركة قد ذهبت منها ، وإن وجدت في غيرها ، فكأنّ تحصيله أنهم جعلوا السين عوضا من نقل الحركة.
ومن قال : " استطاع" فهو استفعل ، من الطاعة ، كما تقول : " استجار" و" استمال".
ومن قال : " اسطاع" فإنه حذف تاء الاستفعال ، لما كثر الكلام بهذا الحرف ، وكان الطاء والتاء من مخرج واحد ، وثقل موالاتهما بلا فاصل.
ومن قال : " استاع" فإن الأصل أيضا" استطاع" وحذف الطاء ؛ لأن الطاء أثقل من التاء ، لما فيها من الإطباق. وقال يعقوب بن السكيت : استاع واسطاع من القلب والإبدال ، جعلوا التاء مكان الطاء ؛ وهذا بعيد جدّا ، وذلك أن قولنا : اسطاع ، إن لم نجعله من استطاع ، خرج من أن يكون له نظير في الفعل ، ولا يكون له اشتقاق ، وهو قول فاسد