يعني : أن قولك : " يوم الجمعة قمت فيه" ، بمنزلة" يوم الجمعة مبارك" لأن الفعل لما اشتغل بضميره لم يصلح أن ينتصب بالفعل.
قال : (فإذا قلت : " يوم الجمعة صمته" ، ف" صمته" في موضع" مبارك" ، حيث كان المضمر هو الأول ، كما كان المبارك هو الأول).
يعني : أنك إذا قلت : " يوم الجمعة صمته" ، فجعلت" اليوم" مفعولا على سعة الكلام ، جعلت الضمير العائد إليه غير متصل ب" في" وقد مضى هذا.
قال : (فيدخل النصب كما دخل في الاسم الأول).
يعني : أنك تقول : " يوم الجمعة صمته" على تقدير : " صمت يوم الجمعة صمته" فهو كما تقول : " زيدا ضربته" ، على تقدير : ضربت زيدا ضربته. ويجوز" يوم الجمعة آتيك فيه" ، على تقدير : " آتيك يوم الجمعة آتيك فيه" ، كما تقول : " زيدا تكلمت فيه" ، على تقدير : " ذكرت زيدا تكلمت فيه".
قال سيبويه : (كأنك قلت : " ألقاك يوم الجمعة" فنصبته لأنه ظرف ، ثم فسّرته فقلت : " ألقاك فيه" ، وقدرته : " ألقاك فيه" ، وإن شئت نصبته على الفعل نفسه ، كما أعمل فيه الفعل الذي لا يتعدى إلى مفعول واحد. وكل ذلك عربي جيد).
يعني : أنك إذا قلت : " يوم الجمعة ألقاك فيه" وقدرته : " ألقاك يوم الجمعة ألقاك فيه" ، فالفعل المضمر الناصب ليوم الجمعة ، إن شئت أعملته فيه من طريق الظرف ، وإن شئت أعملته على طريق المفعول على السعة ، وقد ذكرنا هذين الوجهين ، لأنه يكون ظرفا ، وغير ظرف.
قال سيبويه : (ولا يحسن في الكلام أن تجعل الفعل مبنيا على الاسم ؛ ولا تذكر علامة إضمار الأول ، حتى يخرج من لفظ الإعمال في الأول ، ومن حال بناء الاسم عليه ، وتشغله بغير الأول حتى يمتنع من أن يكون يعمل فيه).
يعني : أنك إذا جعلت الاسم مبتدأ ، وجعلت الفعل خبرا ، والوجه أن يظهر الضمير الذي يعود إلى الاسم ، حتى يخرج من لفظ ما يعمل في الأول.
يعني أنه قبيح أن تقول : " زيد ضربت" ؛ لأن" ضربت" في لفظ ما يعمل في" زيد" ؛ لحذفك الضمير في اللفظ ، ولا بد من تقديره حتى يصح أن يكون خبرا للاسم الأول ، إذ قد جعلت الاسم مبتدأ ، ولا يصح أن يكون الفعل خبرا له ، حتى يكون فيه ما يعود إليه.