عليه" ، وهذا من أسماء المفعولين التي تجري مجرى الفعل.
قال : (وإن لم يرد به الفعل ، وأراد به وجه الاسم رفع).
يريد أن" محبوسا" ، و" مكابرا" ، إذا ذهبت به مذهب" رجل" في المسألة الأولى ، قلت : " أزيد أنت محبوس عليه" ، و" أزيد أنت مكابر عليه".
قال : (" وكذلك جميع هنا" فمفعول مثل يفعل ، وفاعل مثل يفعل).
يريد أن" مفعول" مثل" محبوس" و" مكابر" وما أشبهه" يجري مجرى" يحبس" ، و" يكابر" والأفعال التي لم تسم فاعلوها. و" ضارب ، وشاتم ، ومقاتل ، ومكسّر" ، يجري مجرى" يضرب ، ويشتم ، ويقاتل ، ويكسر". والأفعال التي تسمى فاعلوها.
قال : (ومما يجرى مجرى فاعل من أسماء الفاعلين" فواعل" أجروه مجرى" فاعله" ، حيث كان جمعه وكسّروه عليه ، كما فعلوا ذلك بفاعلين ، وفاعلات).
قال أبو سعيد : قد قدمنا أن اسم الفاعل الجاري على فعله يعمل عمل الفعل على الشرط الذي شرطنا ، وقد علمت أن الفاعل يثنى ويجمع على حسب ما يكون له من الفعل ، فيكون تثنية الفاعل وجمعه جاريا مجرى الفعل ، وأحق الجموع بذلك الجموع السالمة ؛ لأنها تطرد على الواحد اطرادا لا ينكسر ويسلم فيه لفظ الواحد ، وطريقته طريقة واحدة وذلك قولك : " الزيدان ضاربان عمرا" ، و" الزيدون ضاربون عمرا" ، وتقدم فتقول : " الزيدان عمرا ضاربان" ، و" الزيدون عمرا ضاربون" ، و" الهندات ضاربات عمرا" و" عمرا ضاربات" ، ثم أجروا الجمع المكسر على الجمع السالم ؛ إذ كانا جميعا جمعين ، وكان القصد فيهما إلى معنى واحد ، وإن كانت وجوه الجمع المكسر كثيرة ، فقالوا : " الزيدون ضراب عمرا ، وعمرا ضراب" و" الهندات ضوارب عمرا ، وعمرا ضوارب" ثم أجروا اسم الفاعل الذي فيه معنى المبالغة مجرى الفعل الذي فيه معنى المبالغة في العمل ، وإن لم يكن جاريا عليه في اللفظ ، فقالوا : " زيد ضراب عبيده" ، و" قتاال أعداءه" ، كما قالوا : " يضرب ، ويقتل" إذ أكثر ذلك منهم ، فكان" قتّال ، وضرّاب" بمنزلة : قاتل ، وضارب ، كما كان" يضرّب ويقتّل" بمنزلة يضرب ويقتل.
قال : (فمن ذلك قولهم : " هنّ حواجّ بيت الله) وفي حواج نية التنوين ، كأنك قلت : " هنّ حواجّ بيت الله" جمع" حاجة" وسقط التنوين ؛ لأنه لا ينصرف ، وتجوز إضافته فتقول : " هن حواج بيت الله" ، ويسقط التنوين للإضافة لا لمنع الصرف.