" جالس يجالس فهو مجالس" وعلى" فعل يفعل" فهو" مفعول" نحو : " كسي يكسى فهو مكسو". و" جولس يجالس فهو مجالس". وجملة ذلك أن الاسم الجاري على الفعل في الفعل الثلاثي ، ما كان على لفظ فاعل كقولك : " ضرب يضرب فهو ضارب" ، " وقتل فهو قاتل" ، و" علم فهو عالم" ، و" سمع فهو سامع". وما كان على أكثر من ثلاثة أحرف ، فإن اسم الفاعل الجاري عليه لفظ مستقبله وعدة حروفه ، إلا أن الحرف الأول منه ميم" مضمومة" مكان حرف الاستقبال ، وما قبل آخره مكسور نحو قولك : " قاتل فهو مقاتل" ، و" جالس فهو مجالس" ، و" استغفر فهو مستغفر" ، و" تعشى فهو متعشّ" ، و" كسرّ فهو مكسّر" ، و" دحرج فهو مدحرج" ؛ لأنك تقول : " يقاتل ، ويجالس ، ويستغفر ، ويتعشى ، ويكسر ، ويدحرج".
والمفعول من الفعل الثلاثي على لفظ المفعول كقولك : " ضرب فهو مضروب" ، و" كسي فهو مكسوّ". وإذا كان على أكثر من ثلاثة أحرف فهو على لفظ فعله المستقبل كقولك : " قوتل فهو مقاتل ، وأعطي فهو معطى ، وكسّر فهو مكسر" لأنك تقول : يعطى ، ويقاتل ، ويكسّر.
والأفعال التي للمبالغة ، ولم تجر مجرى الفعل هي ما قدمناه ، وذلك خمسة أسماء : فعول ، وفعّال ، ومفعال ، وفعل ، وفعيل على قول سيبويه.
قال : (وتقول : " أكلّ يوم أنت فيه أمير" ، ترفعه لأنه ليس بفاعل ، وقد خرج" كل" من أن يكون ظرفا ، فصار بمنزلة" عبد الله" ، ألا ترى أنك تقول : " أكلّ يوم ينطلق فيه" صار كقولك : " أزيد يذهب به").
يعني : أن قولك : " أكلّ يوم أنت فيه أمير" ، يرتفع" كلّ" ، ولا يجوز نصبه فيه ، وذلك لأن" أمير" ليس في معنى فعل ، فيضمر فعل" ينصب"" كل".
فإن قال قائل : فإن الأسماء التي لا تجري مجرى الفعل ، تعمل في الظروف ، و" كل يوم" هو ظرف ، فهلا أضمرت فعلا ينصبه ، ويكون" أمير" هذا الذي يفسر ذاك الفعل ، كما كان" أمير" ينصب الظرف ، إذا قلنا : " زيد أمير يوم الجمعة" ، " وزيد يوم الجمعة غلامك"؟
قيل له : المعاني وإن كانت تعمل في الظروف ؛ فإنها لا تبلغ من قوتها أن تكون تفسيرا لفعل مضمر إذا كانت هي لا تجري مجرى الأفعال ، ولا تكون لها تلك القوة.