خبره ، وذلك قولك : " أرأيت زيدا هل لقيته" ، و" قد علمت زيدا كم لقيته" ، فلو لم يكن" أرأيت" ، و" قد علمت" ، كنت تقول : " زيد هل لقيته" ، و" زيدكم لقيته" ثم انتصب ب" رأيت" و" قد علمت" كما انتصب المبتدأ ، إذا دخل عليه ذلك.
قال : (فإن قلت : " زيد كم مرة رأيت" فهو ضعيف ، إلا أن تدخل الهاء ، كما ضعف في قوله : " كله لم أصنع").
يعني : أن" زيدا" مبتدأ ، و" كم مرة رأيت" في موضع خبره ، ولا بد من ضمير يعود إليه ، فإذا حذفت الضمير قبح ، فلا بد من تقديره كما أن قوله :
(... كله لم أصنع)
على تقدير : كله لم أصنعه ؛ لأن" كلّ" مبتدأ ولا بد من ضمير يعود إليه.
قال : (ولا يجوز أن تقول : " زيدا هل رأيت" ؛ إلا أن تريد معنى الهاء مع ضعفه فترفع لأنك قد فصلت بين المبتدإ ، وبين الفعل ، فصار الاسم مبتدأ والفعل بعد حرف الاستفهام).
يعني : أن نصب" زيد" لا يجوز بالفعل الذي بعد حرف الاستفهام على وجه من الوجوه ، وقد ذكرنا هذا.
وقوله : (إلا أن تريد معنى الهاء فترفع مع ضعفه).
يعني قولك : " زيد كم مرة رأيت" وأنت تريد : " رأيته" ، ولم يكن هذا بمنزلة قولك : " زيد رأيته" ؛ لأنك لم تأت بعد المبتدأ بشيء يحول بينه وبين الفعل ، وهو الاستفهام.
قال : (ولو حسن هذا أو جاز لقلت : " أرأيت زيد كم مرة ضرب" ، على الفعل الآخر. فكما لا تجد بدا من إعمال الفعل الأول فكذلك لا تجد بدا من إعمال الابتداء ؛ لأنك إنما تجيء بالاستفهام بعد ما تفرغ من الابتداء).
يريد : أن قولك : " زيد كم رأيته" ، لو جاز أن تحمله على الفعل الآخر لاتصال ذلك الفعل بضميره المنصوب ، فتنصبه ، ولا يرفعه بالابتداء ، لجاز أن تقول : " أرأيت زيد كم ضرب" فيحمل" زيد" على ضميره المرفوع في" ضرب" الذي بعد" كم"