له ، ولعياله فلم يكن يشغله زهده ، وورعه ، وتقاه من القيام بأمور الأرض من حرث ، وزراعة ، وسقي ، وما تتطلبه الفلاحة من أعمال حيث يؤجر نفسه لآخرين للقيام بهذه الأعمال .
الم يتمكن أمير المؤمنين وهو المقرب عند الله أن يدعو ربه ليرزقه فيريحه من العمل ، والمشاق التي كان يتحملها لتحصيل المال ليصرفه على عياله ؟ ولماذا كل هذا الاهتمام بالعامل ، والعمل ، والإِنتاج اذا كان كل منا يتكل على الدعاء كوسيلة لجلب المال ، والرفاه ؟
وفي مقام الدفاع عن النفس ، والحرب على الكفار نرى النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) يقود المسلمين في حروبهم مع الكفار ، ويتكبد في كثير منها الخسائر في الأرواح ، والأموال مع أنه كان بإمكانه أن يدعو الله ليكف عنه وعن المسلمين الأذى والحرب فينصرهم ، وينصرهم ترتفع كلمة الإِسلام ، وهم قابعون في ديارهم .
وكان بإمكانه أن لا يطلب الأطباء لجرحى الحروب ، وللمرضى بل يدعو لهم ، أو يأمرهم بالدعاء ليحصل لهم الشفاء العاجل .
كل ذلك لم يحصل من النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ولم يكن على الله ببعيد أن يلبي كل ذلك ، واكثر . ولكن النظام الكوني لم يتبين على هذا النوع من التسامح ـ وسنتعرض فيما سيأتي ـ الى بيان هذه النقطة وأن القضية لا بد لها من حصول الأسباب الظاهرية ، من عملٍ ، وسعي ودفاع ، ومراجعة طبيب .
والأسباب الحقيقة : هي إرادة الله ، ومشيئته .
وتثبيتاً لما نقول نرى الآية الكريمة تقول :