( وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) .
والمخرج هو الطريق فلا بد للإِنسان أن يسلك ذلك الطريق ليصل الى الغاية أما أن يجلس في مكانه ، ويأمل أن يأتيه كل شيء من وراء الغيب ، فهذا أمر لا تقره الشريعة ، ولا النظم الكونية فقد أبى الله الا أن يجري الأمور بأسبابها ، ومن مخارجها ، ومداخلها .
نعم الاهتداء الى الأسباب ، والطريق المنتجة المؤثرة يكون بتوفيقه ، وتسديده .
٢ ـ مع القائلين برفض الدعاء وأدلتهم :
يتنوع القائلون برفض فكرة الدعاء في بيان وجهة نظرهم ونوعية الأدلة التي يقدمونها لإِثبات ما يذهبون اليه ، وإن كان كلهم يشتركون في القول : بإن الدعاء لا معنى للأخذ به كفكرة مركزة لتخليص الداعي من الذنوب ، وما تجره من ويلات عقابية ، وكذلك فيما يخص الداعي فيما يطلبه من ربه لما يعود الى أموره الحياتية ، والمعاشية .
ونتيجة لتتبع مصادر نقل أرائهم نراهم ينقسمون الى طوائف عديدة :
الطائفة الأولى : ويقولون بإن الدعاء لا يتعدى كونه طلب شيء لا تقره القوانين الكونية وذلك :
لأن الحكمة الإِلۤهية
اقتضت بناء هذا العالم وما يحدث فيه على الأسباب ، والمسببات ، ولم تقتض المشيئة الإِلۤهية
أن توجد مسببات بدون أسبابها لاختلال الأمور لو كانت المسببات تحصل لوحدها ـ وعلى سبيل المثال ـ فإن الشريعة المقدسة قد قررت على من يصل إلى سن