« إن قبلت قبل ما سواها ، وان ردت رد ما سواها » .
وهكذا ما كان في عظم شأنه مثل الصلاة ، ولهذا خصها الدعاء بالتكرار .
« فلك الحمد ( فلك الحجة ) علي في جميع ذلك ، ولا حجة لي فيما جرى علي فيه قضاؤك » .
إختلفت نسخ الدعاء في هذه الفقرة ففي البعض منها جاء : ( فلك الحمد علي ) وفي البعض الآخر : ( فلك الحجة علي ) .
أما المعنى على القراءة الأولى فهو : ان الداعي بعد أن أخذ في تعداد ما صدر منه ، وأن صدور تلك المخالفات كان تبعاً لهوى نفسه ، وعدم تحفظه من تزيين عدوه له أكمل دعاءه بالاعتراف بأن لربه الحمد في جميع ذلك لأن الله كان قادراً لأن يقابله إزاء هذه الذنوب ، والجرائم التي صدرت منه بتعجيل العقاب في الدنيا قبل الآخرة ، وأن يفضحه بين الناس ، ولكنه مع كل ذلك فقد عرف ، وستر عليه . . لذلك لم يجد الداعي إلا أن يعترف بأن لربه الحمد على نعمه المتواصلة ، ويكون قوله بعد هذه الفقرة « ولا حجة لي فيما جرى عليَّ فيه قضاؤك » . يعطي معنى آخر يبدأ به الداعي ليقول : انني فيما أجريته علي من القضاء لا حجة لي لتكون كلمتي مقدمة في مقام الدفاع عن نفسي ، بل أنا المغلوب في كل ذلك لأنني المخدوع من قبل الدنيا ، والشيطان لإِتباعي ، وميولي لشهواتي النفسية ، وحينئذٍ فلا يكون ترابط بين هاتين الفقرتين ( فلك الحمد علي ) و ( لا حجة لي ) الخ .
وأما على القراءة
الثانية : فيكون المعنى : أن الداعي بعدما بين