كل ذلك التجأ الى ربه ليقول : إلۤهي إن لك الحجة علي في كل ذلك . لأن المراد بالحجة ( الدليل ، والبرهان ) ويكون ذلك من صغيرات الآية الكريمة والله ولي الذين آمنوا ( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) (١) .
بل إنما ( فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ) (٢) .
لقد سلح الله البشر بالعقل ، وأرسل اليهم الأنبياء ، والرسل مبشرين ومنذرين . فلم يدعوا حكماً إلا بينوه جزئياً ، أو كلياً ، وبكل ما يتعلق بالإِنسان ، ومن جميع نواحيه العبادية ، والمعاملية ، وهكذا كل ما يتعلق بالأمور الأخروية ، رحمة منه على العباد .
( اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) (٣) .
ظلمات الجهل ، وظلمات الظلم ، والتكبر ، والطغيان ، وظلمات الجشع ، والنهب ، وظلمات أخرى تحيط بالإِنسان من كل جوانبه .
بعد كل هذا : فإن لله الحجة البالغة على البشر ، ولا حجة لهم على الله في كل ذلك .
ومع هاتين القراءتين : ( فلك الحمد ) أو ( فلك الحجة ) نرجح أن تكون الثانية هي الأنسب بالسياق الدعائي حيث يكون الداعي قد سلم أمره الى الله معترفاً بان له الحجة عليه ، ولا حجة له على ربه .
__________________
(١) سورة النساء : آية (١٦٥) .
(٢) سورة الأنعام : آية (١٤٩) .
(٣) سورة البقرة : آية (٢٥٧) .