١٢ ـ وقد أتيتك يا إلۤـهي بعد تقصيري ، وإسرافي على نفسي معتذراً ، نادماً ، منكسراً ، مستقيلاً ، مستغفراً ، منيباً ، مقراً ، مذعناً ، معترفاً ، لا أجد مفراً مما كان مني ، ولا مفزعاً أتوجه اليه في أمري ، غير قبولك عذري ، وإدخالك إياي في سعة رحمتك .
وبدأ الداعي يلقي بكل ثقله ميمماً رحاب الله ، ومتجهاً اليه بعد أن وجد نفسه مغلوباً ، وقد أغلقت الأبواب في وجهه صفر اليدين من كل حجة يستند عليها ، ويبرر من مواقفه التي خالف بها ربه والحجة في كل ذلك لله عليه .
أي ربٍ فالى من يلجأ المذنبون ، وليس لهم غير رحمتك رحاباً يتذوقون فيه طعم عفوك ، ويتفيئون به ظلال غفرانك .
ويلملم الداعي مرة اخرى أطرافه ، ويحث الخطى مسرعاً ، وبوارق الأمل تلوح له ويرمق السماء بطرف كسير وهو يردد :
« وقد أتيتك يا إلۤهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي » .
ويقول أهل اللغة : أن المقصر هو الذي يقدر على الأمر ، ولكن يقف عنده ، أو ينتهي اليه (١) .
وكلمة التقصير تبين معناها واضحة عند كل أحد فلا داعي الى التعميق فيما يقوله اللغويون في تفسيرها .
__________________
(١) أقرب الموارد : مادة ( قصر ) .