تارة : يكون لطلب المغفرة والصفح عن الذنوب الصادرة من الداعي .
وثانية : لأمور الداعي الدنيوية من رزقٍ ، أو ولد ، او شفاء مريض وما شاكل من طلبات .
أما الأول : وهو ما يعود الى طلب الغفران فلا معنى لان نرى النتيجة من الاجابة ضئيلة ، أم غير ضئيلة ، ومن يتمكن أن يعرف ذلك لأن موضوعه يرجع الى ما وراء الغيب ، وحساب ذلك الى الله يوم القيامة ، وعندها يعرف الداعي نتائج دعائه ، وثمرات توسلاته ، وتضرعه من غفران الله له أم لا ؟
وأما النوع الثاني : وهو الذي تظهر نتائجه في الخارج ، ويمكن مشاهدته في هذه الدنيا ، فإن نسبة الإِجابة ، وعدمها لا معنى لتقديرها بالحساب ، ذلك لان الله عندما خلق الخلق لم يتركهم سدى بل قدر لهم مصالحهم ، وما يعود الى نفعهم ، وعدم النفع ، بل ما يجلب لهم المفسدة كل ذلك يلاحظ الله ، ويسيرهم على طبقه لإِنه رؤوف بعباده وعطوف عليهم ، وهو الذي خلقهم ، وهم عياله .
وعلى هذا المبنى
فالداعي حر في دعائه ، وفي كل ما يطلب من ربه ، ولكل ما يريد في هذه الحياة . ولكن بعد دعائه هناك رب يرعى حاله ، ويلاحظ مصالحه يقدر كيف سيلبي طلبه ، وحينئذٍ فإن كان في صلاحه الإِجابة الفورية تفضل الله عليه بذلك لو علم منه صدق النيّة ، وحسن التوجه ، وان كان صلاحه في التأخير أخر له ذلك ريثما يحين الوقت الذي شاءت المصلحة تأخيره لذلك الوقت . ولربما تكون المصلحة في عدم الإِجابة لذلك يحرم