فحتم على الناس إحياء الذكرى السنوية لمقتل الحسين. وقد استمرت هذه العادة منذ ذلك الوقت وأصبحت أشهر العادات وأبعدها صيتاً بين العادات والأعراف الشيعية المألوفة ... ».
٣ ـ ذكر السيد جواد الشهرستاني في الصفحة «١٦٠» من كتاب « نهضة الحسين » ختاماً لكتاب والده هذا ، ما نصه :
« وقد سجل التاريخ اهتمام معز الدولة البويهي ، وسائر الملوك البويهيين ، في الدولة العباسية ببغداد ، عام «٣٥٢ هـ» ، بشأن إقامة مآتم الحسين وإبرازها في هيئة مواكب خارج البيوت. فكانت النساء يخرجن ليلاً ، ويخرج الرجال نهاراً ، حاسري الروؤس ، حفاة الأقدام ، تحيتهم التعزية والمواساة بمأساة الحسين عليهالسلام. ولا تزال هذه العادة الى الآن في مدن العتبات المقدسة ، في العراق وإيران ... ».
أقول : إنها لم تقتصر على العتبات المقدسة ، ولم تقتصر أيضاً على العراق وايران ، وإنما هي عادة متبعة في معظم بلدان العالم الاسلامي وقراها وقصباتها ..
٤ ـ ذكر الشيخ عبد العزيز جواهر الكلام ، في الصفحة «١١» من المجلد الأول من تأليفه « آثار الشيعة الامامية » ، عند ترجمة حياة معز الدولة أحمد بن بويه قوله :
« وكان متصلباً في التشيع ، أمر الناس بإقامة المأتم للحسين الشهيد عليهالسلام في العشرة الأولى من محرم ، واستمرت عليها الشيعة من ذلك الحين ... ».
٥ ـ قال مؤلف « بغية النبلاء » السالف الذكر ، في الصفحة «٦٨» ما عبارته :
« وكان آل بويه يناصرون الشيعة ، وقد استكمل التشيع على عهدهم ، حتى أن معز الدولة أمر سنة «٣٥٢ هـ» بإقامة المآتم في عاشوراء. وكان ذلك أول مأتم أقيم في بغداد ... ».
أقول : لم يكن هذا أول مأتم في بغداد ، بل سبقته مآتم كثيرة فيها ، كما مر ذكر ذلك في الفصول المتعاقبة ، إلا إذا أريد بأنه كان أول مأتم عام في الاسواق