هبة الدين الحسيني الشهرستاني عند ذكرنعي الحسين نفسه قوله : إن زينبا باغتت أخاها الحسين عليهالسلام في خبائه ليلة مقتله فوجدته يصقل سيفاً له ويقول : « يا دهر أف لك من خيل » الى آخر الابيات المار ذكرها.
ذعرت زينب عند تمثل أخيها بهذه الأبيات ، وعرفت أن أخاها قد يئس من الحياة ومن الصلح مع الاعداء ، وانه قتيل لا محالة ـ الى أن يقول المؤلف الجليل ـ :
« فصرخت أخت الحسين نادبة أخاها وقالت : اليوم مات جدي ، وأبي ، وأمي ، وأخي. ثم خرجت مغشية عليها ، إذ غابت عن نفسها ولم تعد تملك اختيارها ، فاخذ اخوها الحسين عليهالسلام برأسها في حجره يرش على وجهها من مدامعه حتى أفاقت وسعد بصرها بنظرة من شقيقها وأخذ يسليها فقال : يا أختاه ، إن أهل الأرض يموتون ، وأهل السماء لا يبقون ، فلا يبقى إلا وجهه. وقدمات جدي وأبي وأمي وأخي وهم خير مني ، فلا يذهبن بحلمك الشيطان. ولم يزل بها حتى اسكن بروحه روعها ، ونشف بطيب حديثه دمعها .. ».
٤ ـ روى ابن قولويه في الكامل بسنده عنابن خارجة ، قال : « كنا عند أبي عبد الله جعفر الصادق عليهالسلام فذكرنا الحسين بن علي عليهالسلام ، فبكى أبو عبد الله وبكينا ، ثم رفع رأسه فقال : قال الحسين بن علي : أنا قتيل العبرة ، لا يذكرني مؤمن إلا بكى .. » (١).
٥ ـ جاء في الصفحة «٩٨» من كتاب « مقتل سيد الاوصياء ونجله سيد الشهداء » لمؤلفه الشيخ عبد المنعم الكاظمي قوله : « إنه في ليلة العاشوراء ـ أي مساء الخميس ـ عندما كان الامام الحسين يصقل سيفه ويردد شعر « يا دهر أف لك من خليل » ... سمعته زينب ووثبت تجر ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت اليه
__________________
(١) كامل الزيارات لابن قولويه ١٠٨ | ٦.