(وَاسْتَغْفَرَ) تعظيما لشأن الرسول واستغفاره وتفخيما لهما وتنبيها على أن شفاعة من اسمه الرسول من الله بمكان. وهناك جناس مغاير في (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
(فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) استعارة ؛ لأنه استعار ما تشابك من الشجر وهو أمر محسوس إلى التنازع أو الاختلاف القائم بينهم وهو معنى معقول.
المفردات اللغوية :
(بِإِذْنِ اللهِ) بأمره ، لا ليعصى ، وإذن الله : إعلامه بالوحي. (إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بتحاكمهم إلى الطاغوت وغير ذلك من ألوان الظلم (جاؤُكَ) تائبين (فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ) أي طلبوا مغفرته وندموا على ما فعلوا (وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ) أي دعا الله أن يغفر لهم ، فيه التفات عن الخطاب تفحيما لشأنه (تَوَّاباً) عليهم (رَحِيماً) بهم. (يُحَكِّمُوكَ) يجعلوك حكما ويفوضوا الأمر إليك (شَجَرَ) اختلط الأمر فيه واختلف (حَرَجاً) ضيقا أو شكا (قَضَيْتَ) حكمت به (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ينقادوا ويذعنوا من غير معارضة.
سبب النزول :
نزول الآية (٦٥):
(فَلا وَرَبِّكَ) : أخرج الأئمة الستة عن عبد الله بن الزبير ، قال : خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شراج الحرّة (١) ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : اسق يا زبير ، ثم أرسل الماء إلى جارك ، فقال الأنصاري : يا رسول الله أن (٢) كان ابن عمتك! فتلون وجهه ، ثم قال : اسق يا زبير ، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر (ما رفع حول المزرعة كالجدار) ثم أرسل الماء إلى جارك. واستوعب للزبير حقه ، وكان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة.
قال الزبير : ما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ).
__________________
(١) الشراج : مسايل الماء. والحرة : أرض ذات حجارة سود.
(٢) أي لأن. أو بمد الهمزة على جهة الإنكار «آن».