يدي الله : فإذا جادل الوكيل بالخصومة (المحامي) لتبرئة المتهم في الحياة الدنيا ، فمن الذي يستطيع المرافعة والدفاع والجدال عن أهل الباطل يوم القيامة؟ وهو استفهام معناه الإنكار والتوبيخ.
ومن يكون وكيلا عليهم ، أي قائما بتدبير أمورهم؟ فالله تعالى قائم بتدبير خلقه ، ولا أحد لهم يقوم بأمرهم إذا أخذهم الله بعذابه وأدخلهم النار.
١٠ ـ باب التوبة للعصاة والمذنبين مفتوح : لقوله تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ ، يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً) قال ابن عباس : عرض الله التوبة على بني أبيرق بهذه الآية.
١١ ـ وبال الذنب وعاقبته على المذنب نفسه : لقوله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً) ـ أي ذنبا ـ (فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ) أي عاقبته عائدة عليه ، وضرره راجع إليه ؛ لأنه المتضرر في الحقيقة في الدنيا بالتعرض للمصائب ، وفي الآخرة لعذاب جهنم.
والكسب : ما يجرّ به الإنسان إلى نفسه نفعا أو يدفع عنه به ضررا. ولهذا لا يسمى فعل الرب تعالى كسبا.
١١ ـ البهتان جريمة عظمي : وهو إلقاء التهمة واختلاق الكذب على البريء ، أو هو أن
تستقبل أخاك بأن تقذفه بذنب وهو منه بريء.
قال تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ، ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً ، فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) فيه تشبيه ، إذ الذنوب ثقل ووزر ، فهي كالمحمولات. وقد قال تعالى : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) [العنكبوت ٢٩ / ١٣].
قال الطبري : إنما فرق بين الخطيئة والإثم : أن الخطيئة تكون عن عمد وعن غير عمد ، والإثم لا يكون إلا عن عمد.