الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلىاللهعليهوسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار».
فقه الحياة أو الأحكام :
في الآيات دلالة على ما يأتي :
١ ـ قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) رد على الخوارج ؛ حيث زعموا أن مرتكب الكبيرة كافر. وقد ذكرت حديثا عن علي أن هذه الآية أحب آي القرآن لديه. وأجمع المالكية وغيرهم من أهل السنة على أنه لا تخليد إلا للكافر ، وأن الفاسق من أهل القبلة إذا مات غير تائب ، فإنه إن عذب بالنار ، فلا محالة أنه يخرج منها بشفاعة الرسول ؛ أو بابتداء رحمة من الله تعالى.
وقال الضحاك : إن شيخا من الأعراب جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، إني شيخ منهمك في الذنوب والخطايا ، إلا أني لم أشرك بالله شيئا منذ عرفته وآمنت به ، فما حالي عند الله؟ فأنزل الله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ، وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ).
٢ ـ وصف الله الأصنام بالإناث إيماء إلى الضعف ، فقوله تعالى : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً) نزل في أهل مكة إذ عبدوا الأصنام ، وهي إناث كاللات والعزّى ومناة ، وكان لكل حي صنم يعبدونه ويقولون : أنثى بني فلان ، فخرج الكلام مخرج التعجب ؛ لأن الأنثى من كل جنس أخسه ، فهذا جهل ممن يشرك بالله جمادا ، فيسميه أنثى ، أو يعتقده أنثى.
وقيل : (إِلَّا إِناثاً) مواتا ؛ لأن الموات لا روح له ، كالخشبة والحجر.
وقيل : (إِلَّا إِناثاً) ملائكة ؛ لقولهم : الملائكة بنات الله ، وهي شفعاؤنا عند الله.