٣ ـ إطاعة الشيطان عبادة له : فقوله تعالى : (وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً) يريد إبليس ؛ لأنهم إذا أطاعوه فيما سوّل لهم ، فقد عبدوه. ونظيره في المعنى : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) [التوبة ٩ / ٣١] أي أطاعوهم فيما أمروهم به ، لا أنهم عبدوهم.
٤ ـ اللعنة على إبليس : هي في العرف إبعاد مقترن بسخط وغضب ، ولعنة الله على إبليس على التعيين جائزة ، وكذلك على سائر الكفرة الموتى كفرعون وهامان وأبي جهل ، فيجوز لعن الكفار جملة من غير تعيين ، جزاء على الكفر وإظهار قبح كفرهم ، ويجوز أيضا لعن الظالمين ، لقوله تعالى : (أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) [هود ١١ / ١٨] ويجوز إجماعا لعن العاصي مطلقا لقوله صلىاللهعليهوسلم فيما رواه أحمد والشيخان والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة : «لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده» وهذا كله دون تعيين.
٥ ـ تلامذة الشيطان هم الكفرة والعصاة ، فهؤلاء الذين يستخلصهم الشيطان بغوايته ، ويضلهم بإضلاله. وفي الخبر : «من كل ألف واحد لله ، والباقي للشيطان» وبعث النار الذي أخبر عنه النبي صلىاللهعليهوسلم في صحيح مسلم : هو نصيب الشيطان.
٦ ـ وسائل الشيطان : هي الإضلال (الصرف عن طريق الهدى) وزرع التمنيات الباطلة طوال الحياة بإمهال الخير والتوبة ، والمعرفة مع الإصرار على المعصية ، وتقطيع آذان الأنعام وجعل علامات عليها للأصنام ، وتغيير أصل الخلقة تغييرا حسيا كالخصاء وفقء الأعين وقطع الآذان ونحو ذلك مما فيه تعذيب الحيوان ، أو تغييرا معنويا كتغيير الاعتقاد ، والتحريم والتحليل بالطغيان. أخرج مسلم عن عياض بن حمار قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قال الله عزوجل : إني خلقت عبادي حنفاء ، فجاءتهم الشياطين ، فاجتالتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم».